السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
أنا متزوج منذ سنة ونصف، ولدي طفل، وعندي مشاكل عدة مع زوجتي، وسوف أختصرها لكم:
النظر للرجال بكثرة، وحتى إذا نظر إليها أحدهم لا تنزل النظر عنه، جوالها برقم سري، ودائما تغير الرقم باستمرار، لبسها وحركاتها كالرجال، ولا تعرف الأنوثة.
عنادها دائم عندما أناقشها، ودائما تقول أنت الغلطان.
تعبت -والله- معها، وصرت أفكر بطلاقها، مع العلم أنها تصلي وتصوم وتقوم ببعض واجباتها، لكن هذه الخصال التي ذكرتها تنسي أمر ذلك.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا الكريم في الموقع، ونشكر لك هذا الإنصاف للزوجة؛ لأنك ذكرت ما فيها من إيجابيات إلى جوار ما أزعجك من السلبيات، وأنت محق في هذه السلبيات في أنها مزعجة، ولكننا دائما نتمنى أن يتذكر الجميع بأنه لا يوجد رجل بلا عيوب، ولا توجد امرأة بلا عيوب، وما ذكر قطعا عيوب مزعجة للإنسان، ولكن مع ذلك ينبغي أن يدرك الرجل أنه لن يجد امرأة خالية من العيوب، ولن تجد المرأة رجلا خاليا من العيوب، أو ليس فيه عيوب، ولذلك نتمنى ألا تستعجل في طلاقها، وأن تكثر من النصح لها وتحاول معرفة أسباب ما يحصل منها، ولست أدري هل هي منكرة لهذا الذي تكلمت به، أم هي معترفة بهذه الأخطاء؟ لأن الفرق كبير بينهما، والإنكار دائما يدل على بذرة خير في الإنسان بخلاف الوقاحة، والاعتراف، والإصرار، والعناد على المعاصي والأمور التي تغضب الله تبارك وتعالى.
ثم لست أدري كيف كان الزواج، وكيف تعرفت بها؟ وهل هذا الخلل كان موجودا منذ البداية، أم أنك اكتشفته في وقت متأخر؟ هذه أمور لا بد أن ينظر فيها الإنسان، هل لها أسباب تبرر بها ما يحصل، وإن كانت هذه الأخطاء ظاهرة بهذا الوضوح فإن الإنسان لا يستطيع إنكارها، وعلى كل حال هل أنت أيضا معتدل في غيرتك، أم الأمور تأخذ أكبر من حجمها؟ هذه كلها أمور وأسئلة لا بد أن نجيب عليها.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على الخير، ونتمنى أن تأتينا استشارة فيها تفاصيل أكثر عن تاريخ هذه العلاقة وعن وضعها مع أطفالها، وعن الخطوات البديلة، والخيارات البديلة التي يمكن أن تكون في طريقك، أو في طريقها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على الخير، وحتى نشارك في القرار والتوجيه؛ لا بد أن تكون الرؤية أمامنا واضحة مائة بالمائة، فحبذا لو نقلت لنا وجهة نظرها كما أشرنا لذلك، وحبذا أيضا لو نقلت لنا دورك في إعطائها حقوقها الشرعية، والاهتمام بها، وإلى غير ذلك من الأمور التي ينبغي أن ننظر إليها بطريقة مجملة، وننظر إلى كافة الزوايا قبل أن نؤيد اتخاذ أي قرار سلبي؛ لأن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، وفيه ضياع للعيال، وهو آخر الحلول، والله جعله في يد الرجل؛ لأنه الأعقل والأحكم، فنسأل الله أن يعينك على اتخاذ القرار الصحيح.
ونسأله أن يلهم أهلك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.