السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوكم ساعدوني، أنا قبل أمس اكتشفت أن أختي الكبيرة تكلم شابا، كنت واقفة عند الباب ولما انتهت رأتني وعلمت أني سمعت كل شيء، وأنا لا أدري أأسكت عنها أو أخبر أمي؟ وهي تقول: أرجوك لا تخبري أحدا واستري علي، وأنا لم أرد عليها وكنت أبكي، حز بنفسي أن أمي وأبي نائمان وهي تكلم من ورائهما، أرجوكم ساعدوني، مع العلم أنها قد كررتها مرتين، وعلمت أمي وأبي وأخي وضربوها لكنها لم تتب، وأرجعوا لها الجوال والآن تكرر ذلك مرة ثانية، المشكلة أن أمي مريضة ولا أريد شيئا يضايقها، وأختي عمرها 22 عاما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد وأن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة وهذا الخوف على شقيقتك، فإنها تسير في نفق مظلم وحق لك أن تخافي عليها، ونتمنى أن تستخدمي الحكمة ووسائل التأثير عليها، واجتهدي في نصحها والتقرب إليها وبيني لها خطورة ما يحصل، ونتمنى أن تبدئي المعالجة معها قبل أن ترفعي الأمر إلى والديك، لأننا لا نريد للمسألة أن تكبر وخاصة أسلوب الوالدين في العلاج لا يحل المشكلة، فإن الضرب والقسوة في مثل هذه الأمور يعطي نتائج عكسية، ونحن في زمن كثرة فيه وسائل الحيل والالتفاف على تعليمات وأوامر وحرص الوالدين.
ونتمنى أن تدخلي إلى حياتها وتقدمي لها النصيحة وتذكريها بالله، وقولي لها (أنا حريصة أن يكون الأمر بيني وبينك لكن تذكري أن الله يرى وأن الله لا تخفى عليه خافية، وأن هؤلاء الشباب فيهم ذئاب، وأن هذا الطريق نهايته مظلمة، وأن أمثالك من الفتيات المؤدبات من أسر طيبة ما ينبغي أن يسلك هذا السبيل)، {يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا}، فنحن نحتاج منك إلى أن تقبحي الفعل وتحبي الفاعل، لأنها شقيقة ولأنها بحاجة إلى نصحك، فكوني إلى جوارها، قدمي لها النصيحة وأعلني كراهيتك لما حصل منها، وبيني لها أن المهم ليس أن تسمعي أنت أو يسمع غيرك، ولكن المهم أن تخاف من السميع البصير اللطيف الخبير العليم، الذي لا تخفى عليه خافية، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
ونتمنى أيضا أن تضعي معها حدودا لما يحصل، فإنك إذا اقتربت منها واحتضنتها وقبلتها وبكيت معها، وقلت لها (لا يليق بأمثالك من الفاضلات) وثم بدأت تحسني الظن بها، ولا مانع من أن تقولي (هم أشرار وأنت فاضلة، هؤلاء لا يشبهونك وأنت من أسرة طيبة)، تحسني فيها الجانب الإيجابي حتى تعيدي لها ثقتها في نفسها، ثم بعد ذلك تجتهدي في أن تجعليها تقيم الصلاة وتطيع الله وتشتركي معها، ولا مانع من أن تجلبي لها من الأشرطة والمحاضرات والأقراص التي تتحدث عن خطورة مثل هذه الأمور، وكذلك المؤلفات التي تتكلم عن ضحايا الهاتف وما أكثرهن.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقر عينك بصلاحها، ونتمنى أن تتدرجي في الخطوات، فإخبار الوالدين وإشراك الآخرين هذا هو آخر الخطوات، ونتمنى أن لا تحتاجي هذه الخطوة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمكم السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.