السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتوجه لحضرتكم وجزاكم الله خيرا في مسألة طبية عاجلة بخصوص زوجتي، وهي:
زوجتي انتهت عندها الدورة الشهرية منذ 5 أيام، وكانت لمدة سبعة أيام، وحدث بعدها جماع لأكثر من مرة منذ انتهائها، وللعلم هي الآن ترضع طفلتنا (رضاعة طبيعية) وعمرها 10 أشهر، وتأخذ حبوبا لمنع الحمل (إكسلوتون)، وحبوبا أخرى (سيدولوت نور) لمنع النزيف الناتج عن استخدام حبوب منع الحمل.
والمشكلة حدثت اليوم وهي: نزول دم يشبه دم الدورة الشهرية في الشكل وأقل منها في الكمية، ونحن الآن في حيرة من أمرنا: هل تعتبر تلك بداية دورة شهرية جديدة، أم هذا أمر طبيعي لأمور طبية عادية، أم أن الدورة لم تنته بعد؟ وهل يؤثر هذا في عملية الجماع؟ وهل سيستمر لأيام أخرى أم لا؟ وهل هناك ضرورة للذهاب إلى الدكتورة أم لا؟
أفيدونا بأقصى سرعة ممكنة جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ a s i حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن حبوب منع الحمل (اكسلوتون) التي تتناولها زوجتك، هي حبوب تعطى للمرضعات؛ لأنها لا تؤثر على إدرار الحليب؛ ولأنها تتألف من هرمون واحد يسمى هرمون (البروجسترون)، لذلك هي تجعل بطانة الرحم رقيقة، ويسهل حدوث النزف منها، وعندما يحدث النزف مع هذا النوع من الحبوب فمن الخطأ علاجه بحبوب (سيدولوت نور)، ذلك أن هذه الحبوب هي أيضا عبارة عن هرمون (البروجسترون)، وهي ستزيد الحالة سوءا، بدل أن تحسنها.
لذلك نصيحتي لزوجتك هي: إيقاف كل الحبوب التي تتناولها الآن؛ أي إيقاف (اكسلوتون وسيدولوت نور معا)، وعمل تحليل للحمل في الدم، وذلك كنوع من الاحتياط فقط، ليتم التأكد أولا من أنه لم يحدث عندها حمل غير متوقع، فإن كان تحليل الحمل سلبي، فيمكنها البدء فورا -في نفس اليوم- بتناول حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون مثل: حبوب (ياسمين) فسيرتفع الدم -إن شاء الله- خلال أيام قليلة، لكن عليها بإكمال العلبة إلى نهايتها، من أجل إعادة بناء بطانة الرحم بشكل جيد.
بعد الانتهاء من حبوب (ياسمين) ب 2-5 أيام ستنزل دورة طبيعية -إن شاء الله-، وهنا سيكون الخيار لكما، إما بالعودة إلى استخدام حبوب ال(اكسلوتون)، وهنا ربما ستواجه نفس المشكلة ثانية؛ أي قد يحدث نزول دم متقطع، أو -وهو الأفضل برأي- الاستمرار في تناول حبوب (ياسمين)، لكن في خامس يوم من نزول الدورة.
مع العلم أن حبوب (ياسمين) قد تسبب عند بعض النساء -وليس كلهن- نقصا في إدرار الحليب، ويمكن تفادي هذا الشيء بزيادة عدد مرات الإرضاع، وإعطاء الطفل الثدي لبضع دقائق فقط في كل مرة يكون فيها جائعا، وقبل تقديم الطعام العادي له، والهدف من هذا هو أن يقوم الطفل بمص الثدي بقوة (كونه سيكون جائعا جدا)؛ مما يؤدي إلى إفراز هرمون الحليب بكمية عالية في دم الأم، والحفاظ على الإدرار في الثدي بمستوى جيد.
كما أنصح زوجتك بزيادة التناول من السوائل المفيدة: كالحليب، والعصائر الطازجة، فهذا أيضا سيزيد الإدرار -بإذن الله تعالى-.
إذا -أيها الأخ الفاضل- إن العلاج الذي يعطى لزوجتك من أجل وقف الدم هو ليس علاجا صحيحا، بل هو السبب في تفاقم المشكلة، ويجب استبداله بحبوب (ياسمين)، وهذا الدم لا يعتبر تابعا للدورة الأولى، كما أنه لا يعتبر بدء دورة جديدة، وهو ليس حيضا بل هو استحاضة، وسيتوقف -إن شاء الله- عند تناول حبوب ياسمين -كما سبق وذكرت- وإذا استخدمت زوجتك حبوب ياسمين فهي أيضا ستمنع حدوث الحمل بشكل فعال، وستنظم الدورة بشكل جيد.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك وعلى عائلتك ثوب الصحة والعافية دائما.