صديقتي تطمح لكلية الطب وهذا لا يتسنى لها.. كيف أقنعها بالرضا؟

0 311

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أنا أكتب لكم نيابة عن صديقتي، وهي -ولله الحمد- أحسبها متدينة، ولا أزكيها على الله، وأخلاقها عالية، وكانت مجتهدة أيام دراستها الثانوية، لكنها لم تحصل على مجموع يؤهلها لدخول كلية الطب التي كانت تطمح إليها، ودخلت كلية الصيدلة ـ معي ـ .. في البداية تقبلت الأمر نوعا ما، لكن بعد دخولها كلية الصيدلة ازدادت تعلقا بطموحها القديم، خصوصا بعد أن بدأنا دراسة العديد من المواد من كلية الطب، أصبحت تكره الكلية، وتشعر بنوع من الاكتئاب عند الذهاب إليها، أو التفكير فيها.

علما أنها تستيقظ في الصباح، وهي تقنع نفسها بالذهاب .. ليست مستهترة بتاتا فهي ناجحة في دراستها -والحمد لله- وبدون دروس خصوصية، ولكنها ترغب بشدة في الالتحاق بكلية الطب، وتتحدث معي كثيرا حول هذا الأمر، وأحاول إقناعها أنه باستطاعتها السفر للخارج مستقبلا لدارسة الطب، ولكن هذا لا يغير مزاجها.

مع العلم أن فرص التحويل إلى كلية الطب شبه منعدمة، إلا إذا كانت في جامعة خاصة، وهي ترفض ذلك بسبب سمعة الجامعات الخاصة المتدنية ... ما يقلقني أن حالة الاكتئاب تزداد بمرور الوقت، وأخشى أن تنهار ـ لا قدر الله ـ قبل أن تصل إلى النهاية ـ نحن الآن في العام الدراسي الثاني من أصل خمسة ـ ..

سؤالي كيف أقنعها؟ وكيف أخفف عنها وأجعلها راضية وسعيدة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صافي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الاهتمام بصديقتك، وهذا واضح من خلال سؤالك لنا.

إننا نقول عادة أنه عندما تعترضنا مشكلة ما فأمامنا ثلاثة اختيارات للتعامل مع هذه المشكلة:

الأول: أن نتمكن من تغيير هذه المشكلة، ونحلها بشكل نهائي، "فالنافذة التي تأتيك منها الريح سدها واستريح"، كما يقال، ويبدو أنه من الصعب على صديقتك أن تغير وتنتقل للفرع كلية الطب إلا إذا كانت الجامعة خاصة، وهي لا تريد، وقد تجاوزت الآن هذا الأمر على كل الأحوال، فالأفضل ألا تعد للعيش مع هذه الرغبة أو تفكر فيها؛ لأن هذا لن يزيدها إلا ألما وحرقة، ولا تستطيع عمل شيء معه...

الثاني: نغير نظرتنا عن هذه المشكلة، فما يمكن أن نراه سلبيا يمكننا أن ننظر إليه من جوانب أخرى إيجابيا، فحاولي أن تساعدي صديقتك على أن تفكر، هل هناك من إيجابيات خفيت في الماضي عن فرع الصيدلة، والدراسة الحالية، وخاصة أنها على وشك نهاية هذا العام الدراسي.

والثالث: وهو يبدو المتوفر لصديقتك الآن في هذه المرحلة، وهي محاولة التكيف والتعايش مع كلية الصيدلة التي هي فيها أو هذه "المشكلة" فإذا كان لا بد لها من متابعة هذه الدراسة، ومن ثم التخرج، فما عليها إلا الاستمرار بها ومحاولة إنهائها والتخرج، فتبقى هي شهادة جامعية، مهما كانت هذه الدراسة، فمن معه شهادة جامعية ليس كمن ليس لديه شهادة.

فعلى صديقتك أن تحدد ما تريد، ومن ثم ما هو ممكن، أو متوفر، ومن ثم الالتزام بهذا الخيار، وعدم الجري وراء السراب، والمهم أن تقرر وتعتمد، فإذا رغبت بكلية الطب الخاصة فليكن، وإذا أرادت متابعة كلية الصيدلة فهذا خيارها، والمهم أن لا تضع نفسها في وضع نفسي غير مريح، وكما يقال "فساد الأمر أن تترددا".

ولا ننسى أن الكثير من الناس يمكن أن يتخرج من الجامعة في فرع أو قسم معين، إلا أنه يجد عملا في تخصص آخر، وليس هذا بالضرورة مؤشر أن الدراسة الجامعية كانت مضيعة للوقت والجهد، فلا شك أن صديقتك قد استفادت، لا شك كثيرا من الدراسة الجامعية، وبغض النظر عن نوع هذه الدراسة، من خلال امتلاك أدوات الفهم والتحليل وطرق الدراسة والاطلاع والمعرفة والمعلومات الصيدلانية والدوائية وبعض المعلومات الطبية حول الأمراض وعلاجها...، وكذلك من خلال العلاقات الاجتماعية وغيرها...

فهيا، أعانك الله وصديقتك، فقد قطعتما شوطا من الطريق، وما هي إلا خطوات، نعم صعبة، إلا أنها خطوات و"تتحررا" من هذه الدراسة، ولكما الدنيا من بعدها لتعملا ما يتناسب معكما.

وفقكما الله، ويسر لكما هذه الخطوات، وما بعدها.

مواد ذات صلة

الاستشارات