نوبة الهلع والخوف جعلتك تتوقع حدوث الموت قريباً

0 741

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر عشرين سنة، كنت لاعب كمال أجسام، وكانت دراستي في الجامعة جيدة، وكل شيء بخير -والحمد لله- قصتي بدأت قبل أربعة أشهر، حيث كنت في المقهى وكل شيء بخير إلى أن ذهبت إلى البيت، حاولت أن أنام على السرير، وفجأة أحسست بخفقان شديد في القلب، وتنميل في اليدين، وأحسست ببرودة في رأسي، عندها قلت: إنها نوبة قلبية، ونطقت الشهادتين ظنا مني أني سأموت، لكن -الحمد لله- لم يحدث شيء، فذهبت إلى المستشفى وقمت بعمل بتخطيط للقلب، فقال لي الطبيب: إن التخطيط ممتاز، والضغط كان مرتفعا 140/90 نتيجة الحادثة والخوف.

بعدها عدت إلى البيت، ومن هنا تدهورت حياتي نوعا ما، فتركت الرياضة وأهملت الدراسة، وكان دائما يأتيني وسواس أني سأموت (بالجلطة القلبية) وكنت أضع يدي على عنقي لأقيس ضرباته، وأقول هل سيتوقف الآن؟ وكلما نظرت إلى شخص مسن أقول ما شاء الله، إلى الأن قلبه يعمل؟ وكنت أدعو أن يطيل الله في عمري، لأني كرهت الموت بشدة، مع أني ملتزم بالصلاة وقراءة القرآن كل جمعة، وبعض الأذكار.

أنظر إلى الناس وأقول كيف يعيشون وهم ميتون؟ كيف يتزوجون وينجبون وهم ميتون؟ استمريت على هذه الحالة 26 يوما، وكانت كل يوم تأتيني حالة خفقان القلب مرتين يوميا، وكنت أذهب إلى المستشفى كلما اشتدت الأعراض وأقوم بعمل تخطيط قلب وكالعادة سليم -والحمد لله-.

إلى أن حاولت أن أعرف حالتي من خلال موقعكم (بارك الله فيكم) فأدركت أنها نوبة هلع، فاشتريت عقار سبرالكس، واستمريت عليه شهرين تقريبا أفكاري تحسنت كثيرا (بالنسبة إلى التفكير بالناس) وقل الوسواس، ونوبة الهلع اختفت تدريجيا إلى أن زالت تماما والحمد لله، ولم أذهب إلى المستشفى من يومها.

جاءني بعدها ألم شديد جدا في الجهة اليسرى من صدري، ولم يكن هناك خفقان في القلب، وكأن سكاكين تطعن صدري، فذهبت إلى المستشفى فقمت بعمل تخطيط للقلب، وتحاليل الدم (السيولة والانزيمات) وأشعة الصدر، وفحص الايكو، وفحص جهد القلب، نشاط القلب 101.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من المؤكد أن النوبة التي أصابتك هي نوبة هرع وفزع، يعرف تماما أن نوبات الهرع من هذا النوع تكون مرتبطة بمخاوف وسواسية، وهذا هو الذي حدث لك، وأنت الآن تجاوزت معظم أعراضك، وما تبقى هنا وهناك من أعراض أعتقد أنك يمكن أن تتكيف معه، بل يمكن اختفاؤه تماما من خلال ممارسة الرياضة، والتفكير الإيجابي، وأن تراجع طبيبك – طبيب الأسرة مثلا – مرة كل ستة أشهر، هذا من أجل إجراء الفحوصات الروتينية.

من المهم جدا أن تحسن إدارة وقتك، لأن حسن استغلال الوقت يصرف انتباه الإنسان تماما عن أعراضه هذه، وحاول أن تعيش حياة صحية، بمعنى أن ترتب نومك، وغذاءك، وأن تكون لك فعالية، وأن تسعى دائما لتطوير مهاراتك، هذا هو الشيء الذي أنصحك به.

استمر على السبرالكس، فهو دواء جيد، ولا مانع من أن تضيف له عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد) والجرعة المطلوبة هي جرعة بسيطة، خمسين مليجراما، يتم تناولها صباحا – أي كبسولة واحدة – لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، وتستمر على السبرالكس.

العين حق والسحر أكيد موجود وكذلك الحسد، لكن لا أريدك أن تعيش تحت توهمات بأنك مصاب بأحد هذه الأشياء، لكن يجب أن تتحوط وأن ترقي نفسك، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك، وأذكار الصباح والمساء مهمة جدا وضرورية، ويجب أن يكون عندنا اليقين العقدي السليم بأنها تحمينا بالفعل من شرور الإنس والجن.

أؤكد لك أنك لا تعاني من مرض خطير أبدا، بل هي حالة أو ظاهرة نفسية تعالج على الأسس التي ذكرناها لك، وواصل علاجك الطبي، وإن شاء الله تعالى ستعيش حياة طيبة وهانئة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات