أحلام اليقظة تسيطر علي وانشغلت بها حتى نزل مستواي الدراسي كثيرا، ما الحل؟

1 411

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة كنت طموحة وممتازة بالمدرسة كثيرا، في المتوسط تعرفت على شلة بنات كانوا مرحين، ولكن مستواهم التعليمي كان متدنيا، صرت أصحبهم وأهملت دراستي، ثم حدثت مشكلة بيننا وافترقنا، ومن تلك اللحظة بدأت معي أحلام اليقظة ومستواي الدراسي نزل، ولكن بالثانوية اجتهدت كثيرا وارتفع ودخلت الجامعة.

وبهذه المرحلة لست قادرة على فعل أي شيء في حياتي غير أن أحلم بأحلام اليقظة، وكثيرا خجلة من هذا، وأنا أكتب أحلم أنني مغنية أو ممثلة مشهورة، أحلم بكل شخصية جميلة وبناءة أن أكون مكانها لكن الموضوع زاد كثيرا ولا أستطيع أن أسيطر عليه، صرت لا أدرس نهائيا ومستواي نزل كثيرا، أنا ليس عندي غير الله ثم أنتم لتساعدوني، (صدقا) أنا كثيرا خجلة، ولو لم أر أن هناك أناسا كتبوا عن مشاكلهم لما كتبت، لو سمحتم ساعدوني، عمري يضيع وأنا لا أعمل أي شيء غير الحلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرام حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك التوفيق في مسيرة حياتك.

حديث النفس إلى النفس، وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف، أو الحل المناسب للمشكلة وفقا لمعطيات الواقع وقام بالتطبيق الفعلي لذلك، نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة. فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور.

أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر، والإحباط لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية، وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال، فنرشدك لتعلم مهارات حل المشكلات وكيفية اتخاذ القرارات، وحاولي الاستعانة بالله أولا، ثم الآخرين، واعرضي عليهم آرائك ومقترحاتك وناقشيهم في آرائهم ومقترحاتهم، فستخرجين -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك، وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.

والحمد لله أنك وصلتي لهذه المرحلة التي يحلم بها كثير من الناس دون سنك، وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد للمستقبل، حيث التفكير في التخرج والحصول على الشهادة الجامعية، والتفكير في العمل والحصول على الوظيفة المناسبة، أو التفكير في الزواج وتكوين الأسرة، والسعي لتحقيق الأهداف والطموحات، وما إلى ذلك من الخطط المستقبلية المثمرة، وليكن همك هو إرضاء المولى -عز وجل- لتنالي الرفعة والسعادة في الدنيا والآخرة، أما البحث عن الشهرة بالطرق التي تحلمين بها، فإن أصحابها اليوم في شقاء وعناء نفسي ولم يسعدوا بشهرتهم، واعترف كثير منهم بذلك لأن أعمالهم ليست إلا لهوا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات