السؤال
السلام عليكم.
بارك الله فيكم على هذا الموقع.
أنا تزوجت منذ ثلاث سنوات، وأنا على التزام، وكنت أبحث عن زوج ملتزم، وعندما تقدم لي هذا الشاب قال: إنه يريد الزواج من فتاة ملتزمة لكي تعينه على أمور دينه، ولم أنظر إلى أي جانب آخر.
وافق أهلي ووافقنا، ولكن كان هناك مشاكل مع عائلتي بسبب أن عائلته لم تعجبهم، لأن عائلته كان بها منذ زمن قديم مهن مبتذلة، مثل الحلاقة، وبعد زواجي اكتشفت أنه ملتزم فقط بالصلاة، وليس لديه علم شرعي نهائيا، وهناك عيوب في شكله كان من الممكن أن أقبل كل شيء لو كان هناك التزام فعلي، لكنى لم أجد هذا.
حاليا أعاني من مشاكل نفسية بسبب عائلته، وأحس بنقص شديد بين إخوتي في عائلتي، وأحيانا لا أطيق شكله، وطلبت منه الطلاق كثيرا، وعندي منه حاليا أولاد، بالله ردوا علي عاجلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زهرة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في الموقع، ونسأل الله أن يعينك على الخير، ونتمنى أن ترتفعي بإيمانك فوق هذه الأشياء التي يهتم بها الناس، وحافظي على النية الطيبة التي كنت تبحثين فيها عن صاحب الدين، وكان واضحا أن الرجل الذي يقول (أريد زوجة تعينني) معنى ذلك أن فيه نقصا، وأنه يريد الزوجة أن تأخذ بيده، ولذلك اختارك.
نتمنى أن تواصلي معه المشوار، وتجتهدي في نصحه ودعوته إلى الله تبارك وتعالى، فإن أجرك وثوابك عند الله تعالى عظيم، وما ينبغي للإنسان أن يهتم أو يغتم بما يدور بين الناس، وكل عمل شريف حلال مقبول من الناحية الشرعية، فليس هناك ما يسمى بين الناس بالمهن الوضيعة، المهم أن تكون حلالا، والمهم هو أن يعمل الإنسان وأن يترك التبطل والكسل والاعتماد على غيره.
إذا كان هذا الرجل صاحب همة وهو يعمل، ولله الحمد عنده الحد الأدنى وعنده الاستعداد في أن يتقدم بنفسه خطوات إلى الأمام، فأرجو ألا تترددي في إكمال المشوار معه، خاصة بعد وجود هؤلاء الأطفال، ولا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، واعلمي أن الإنسان لا يرتفع بنسبه ولا يرتفع بماله ولا يرتفع بحسبه، لأن هذه منح من الله تبارك وتعالى الوهاب، التي أعطاها عباده دون سابقة استحقاق، ولكن الإنسان يرتفع بطاعته لله، بتقواه لله تبارك وتعالى، بعمله الصالح.
اطردي عن نفسك هذه الوساوس، واجتهدي في أن تعينيه على أمر دينه، واعلمي كذلك أن الرجال ليسوا بأشكالهم، ولكن بفعالهم، بالهم الذي يحمله، بالروح التي في نفسه، بنجاحه في التداخل والتواصل مع الآخرين، بقيامه بواجباته الخاصة والعامة تجاه أسرته.
انظري إلى إيجابيات هذا الرجل، وتجنبي النظر إلى سلبيات أهله، فهذا نوع من الظلم أيضا، فهل يسلم الإنسان من عيوب أو يسلم أهله وجيرانه وكل من عرفوه، فكلنا ذلك الناقص المقصر، لذلك ينبغي أن تفكري بطريقة أخرى، بطريقة المؤمنة التي ترجو ما عند الله تبارك وتعالى، وتوقن أن هذه الدنيا زائلة بمن فيها، ولا يبقى بعد ذلك إلا ما عمل الإنسان من عمل صالح وتقوى لله.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسعد بتواصلك مع الموقع لمزيد من التوضيح، فلا تفكري ولا ترجعي إلى الوراء، ولا تبكي – كما يقال – على اللبن المسكوب، ولا تحزني على ما فات، ولكن اجعلي حياتك الجوانب السيئة منها والسلبية منها صبرا، والجوانب الإيجابية منها شكرا، وعجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.