أعاني من صداع مزمن وذهبت إلى عدة أطباء ولكن لا فائدة، فما سببه؟

0 226

السؤال

السلام عليكمز

إخواني الأفاضل أولا جزاكم الله خيرا على ما تبذلونه من مجهود، وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.

أما بخصوص مشكلتي: فإني أعاني منذ سنة تقريبا من صداع مزمن مستمر لا يتوقف، لكن تزيد حدته وتنقص بدون أن يزول نهائيا.

ذهبت إلى طبيبي أنف وأذن وحنجرة، والنتيجة: لا مشكلة في الجيوب الأنفية، وذهبت إلى طبيب الأسنان، وطبيب للعيون، وأيضا لا مشاكل، وقمت بعمل صورة رنين مغناطيسي للرأس، وذهبت بها إلى أخصائي أعصاب، وقال: لا يوجد عندي مشاكل، ويقول: مشكلتك هي الصداع التوتري، وأعطاني دواء لمدة شهرين ولم يتلاش الصداع، ربما قلت حدته قليلا لكنه لم يزل.

الصداع طبيعته ليس بنابض، وحتى لا يمكن أن أقول أنه ضاغط، هو فقط صداع مزعج داخل الرأس، ولا يمكنني تحسس مكان الصداع، ولا يسبب غثيانا، الصداع يأتي في الجبهة من الأعلى، وما أعلى الرأس من جهة الجبهة.

ويجب أن أذكر أنني أعاني من آلام في الرقبة والعنق من الأمام والخلف لكثرة جلوسي أمام الكمبيوتر، ولا أدري هل يمكن أن تكون هذه الآلام سببا لهذا الصداع أم لا؟

وأيضا أرى أن الصداع يزداد في حال تأخري عن الطعام في الأيام العادية (يعني في حالة الجوع)، ويتضح أكثر في رمضان، حيث يخف الصداع بعد تناول الإفطار، والجو الحار أيضا يزيد من الصداع.

آملا منكم مساعدتي في معرفة سبب هذا الصداع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حسب ما ذكرت في الاستشارة: فإن -والحمد لله- الرنين المغناطيسي سليم، وكذلك فحص العيون، وفحص الجيوب، ولكن ذكرت أن لديك آلاما بالرقبة نتيجة الجلوس المديد أمام الكمبيوتر، وغالبا هذا هو السبب الرئيسي للصداع الذي لديك؛ إذ إن آلام الرقبة أو فقرات الرقبة تسبب الصداع، وخاصة عند الجلوس الطويل للأعمال المكتبية: كالكمبيوتر، وما شابه.

وبالنسبة للصداع عند الصيام: هذا يشكو منه غالب الناس؛ نتيجة لنقص السكر، وكذلك نقص السوائل في الجسم، وهو أمر طبيعي، وكذلك نقص سوائل الجسم في الجو الحار، والتوتر المرافق للشعور بالحرارة.

النصيحة حاليا هي:

- التخفيف قدر الإمكان من الجلوس أمام الكمبيوتر.

- أخذ فترة من الراحة كل 30 - 45 دقيقة أثناء العمل، وإجراء بعض التمارين للرقبة مدة خمس دقائق، ويمكنك إيجاد صور لهذه التمارين على الإنترنت.

- تناول المسكنات عند اللزوم، وإن اضطر الأمر أن تجري بعض المعالجة الفيزيائية للرقبة.

- خلال شهر رمضان المبارك حاول شرب كمية كافية من السوائل بين الإفطار والسحور.

وهذه لمحة موجزة عن أسباب الصداع، إن للصداع أسبابا كثيرة ومن أهمها:

الصداع التوتري: ويكون بسبب التوتر والشدة النفسية، والإرهاق والتعب، وهو سليم عادة، وعلاجه بالراحة والاسترخاء، والمسكنات البسيطة: كالبندول، وما شابه.

صداع الشقيقة: ويأتي على شكل نوبات متقطعة من الألم، ويترافق مع شعور بالغثيان والإقياء، ويمكن أن يأتي الألم في نصف الرأس فقط الأيمن أو الأيسر، وهذا النوع عادة يحتاج لمسكنات قوية، ومتابعة خاصة مع طبيب الأعصاب.

صداع بسبب ارتفاع الضغط الشرياني: ويحدث عادة في الجزء الخلفي للرأس والرقبة، ويترافق أحيانا مع شعور بالغثيان والإقياء، والدوخة، وأحيانا تشوش في السمع أو طنين بالأذن.

صداع بسبب فقر الدم: ويترافق مع دوخة وتعب عام وإرهاق، وتسرع بالقلب وشحوب.

صداع التهاب الجيوب الأنفية: ويحدث عادة عند حدوث التهاب بالجيوب الأنفية، ويكون عادة في مقدم الرأس (الجبهة)، ويترافق مع احتقان بالأنف وارتفاع بالحرارة، ويزول عند معالجة الحالة الالتهابية للجيوب.

صداع بسبب مشاكل في الرؤية: ويزداد هذا النوع بإجهاد العين بالنظر للتلفاز أو الكمبيوتر، أو السهر والإرهاق، وعندها الأفضل المتابعة مع طبيب مختص بأمراض العيون.

صداع بسبب فقرات الرقبة: وهذا الصداع عادة يترافق مع آلام بالأطراف العلوية والأكتاف، ويعالج بالمسكنات، والتخفيف من الجلوس أمام الكمبيوتر، والعلاج الفيزيائي إن أحتاج الأمر.


صداع تال لأمراض في الدماغ مثل: أورام الدماغ -لا قدر الله-، أو ارتفاع التوتر داخل الجمجمة، وهذا يترافق عادة مع تشوش بالرؤيا، وإقياء، ودوخة وإرهاق عام.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات