السؤال
السلام عليكم
إخواني الأعزاء، لدي مشكلة وأعتقد أنها تؤثر في حياتي بشكل سلبي كثيرا.
لدي وسوسة من العين؛ حيث إني لا أتكلم عن حياتي الشخصية مع الآخرين، ولا أذكر لأقربائي وأصدقائي القريبين عن أي نشاط مفرح يحدث لي؛ لأني أعتقد أنهم سيحسدونني أو تصيبني منهم عين، وهذا يمنعني من الحديث معهم، وتجنب المخالطة لهم.
ازدادت الوسوسة إلى حد أن أي مكروه يصيبني أعتقد أنه بسبب عين أو حسد، وتأتيني أفكار أحيانا بأني مصاب بعين، وفكرة أني مصاب بالعين تعيقني عن التغير للأفضل، وهذه الفكرة تقلل من ثقتي بنفسي وثقتي بالناس.
علما بأني أتلو الأذكار بشكل شبه يومي بعد استيقاظي من النوم، سورة الفاتحة، الإخلاص، الناس والفلق.
هل من الصحيح حمل هذه الأفكار، أم تجنبها؟ أرجو المساعدة ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر سبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وسوساتك هذه أصلا متجذرة في المجتمع بكل أسف، وهنالك مفاهيم خاطئة جدا حول العين، العين حق، ولكن حفظ الله للعباد أيضا حق.
أخي الكريم: صحح مفاهيمك، واعلم أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وتعلم الرقية الشرعية، واحرص على أذكار الصباح والمساء، وسل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.
لا بد أن تكون قناعاتك قناعات يقينية وراسخة حول الأذكار، وبعد ذلك انطلق في حياتك دون أن توجل، وتوكل على الله، واتل قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}.
هذه هي الطريقة التي تتعامل بها مع هذه الأفكار، ولا بد أن توسع ثقتك بالناس، أن تصاحب الفضلاء، أن تصاحب الطيبين، أن تسأل الله تعالى ألا يجعل حسدا في قلبك أنت ذاتك، وكن دائما من رواد المساجد، وادع دائما لمكارم الأخلاق والتزم بها، هذا يطهر نفسك ويعطيك انطلاقة إيجابية جدا.
ولابأس من أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوسوسة لفترة قصيرة جدا، عقارا يعرف تجاريا باسم (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين) بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، أعتقد أنه سوف يساعدك كثيرا لتجاوز هذا القلق الوسواسي الشكوكي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.