السؤال
السلام عليكم
أريد منكم المساعدة؛ منذ بداية هذا العام الدراسي، أصبحت لا أطيق المذاكرة لا أعلم ما السبب، أصبحت كلما آتي لأذاكر أشعر بضيق وخنقة، وأغلق الكتاب، أو أذاكر قليلا جدا، ثم أغلق الكتاب أصبحت أشعر أني فاشلة، هذه أول مرة أشعر بهذا الشعور، أبكي من شدة الضيق؛ ولأني لا أستطيع المذاكرة، ولأني لا أريد الفشل، ولكن كلما أفتح الكتاب أشعر وكأني لا أستطيع التنفس، وكأن شيئا يكتم على نفسي، لا أستطيع وصف شعوري، أصبحت حتى لا أستطيع السهر للمذاكرة، كنت معروفة بالجد والاجتهاد، وكنت معروفة بأني من المتفوقات بين المدرسين، وبين أصدقائي، وكنت دائما ما أتفوق على ابنه خالي، وعلى جميع أصدقائي، لا أعلم ماذا حدث لي هذا العام معلمتي تقول لي: ماذا حدث لك؟
في امتحانات نصف العام تفوقت ابنه خالي علي ظللت أبكي، وفي درس الرياضيات كنت دائما متفوقة، وأستطيع حل المسائل، أما الآن أشعر، وكأني لا أستطيع التفكير، أرجو منكم مساعدتي بحل، وأن تدعو لي الله من قلبك بظهر الغيب.
وجزاكم الله خيرا، وعفوا على الإطالة، مع العلم أن هذه أول سنة لي في مرحلة الثانوية، ودخلت القسم العلمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا يبدو أن المشكلة هي في قدرتك على الدراسة، أو في معرفة كيفية الدراسة، والمذاكرة، وإنما لسبب ما فقط فقدت أو ضعفت عندك الهمة والحماسة، والرغبة في هذه الدراسة التي كنت جيدة فيها، وربما ما زلت راغبة في هذا التحصيل والعودة لما كنت عليه، ولذلك، فأنت كتبت إلينا في هذا الخصوص.
ومما يفيد جدا أن تحددي أولا ما هي المواضيع، والأفضل ما هو الموضوع المحدد الذي تريدين دراسته، ومتى هذا الوقت، وأي مادة، وأي كتاب وأي فصل...؟
فعندما تحددين ما هو مطلوب منك، وما هو العمل الذي تريدين أن تجليس عليه ساعة، أو ساعتين، فقد يسهل عندها التركيز، والتفرغ لهذه الدراسة.
وما أريد معرفته هل هناك ما يشغلك عن هذه الدراسة كالكمبيوتر، أو الفيس بوك، أو النت، أو غيره من وسائل التواصل الاجتماعي.... فإذا كان هذا، فلا بد من علاج المشكلة المحددة، وهي في هذه الحالة ليست عدم الرغبة بالدراسة، وإنما وجود الملهيات، وما يشغلك عن هذا العمل.
طبعا هناك أمور أخرى كثيرة يمكنك القيام بها، وأذكر منها على سبيل المثال، لا الحصر:
• أغلقي جهاز الكمبيوتر أو الآب باد...، وضعيه بعيدا عنك.
• أعط الجهاز لأحد أفراد أسرتك، واطلبي منهم أن لا يعطوك إياه إلا بعد ساعتين مثلا أو أكثر.
• اتركي الجهاز في البيت، وحاولي أن تدرسي، وتنهي أعمالك في مكتبة المدرسة مثلا، أو المكتبة العامة.
• حددي وقتا لاستعمال النت، وبحيث بعد ساعة مثلا أطفئي الجهاز، أي لا تنقطعي كليا عنه، وإنما حددي وقتا مخصصا.
• ادرسي مع صديقة لك، وبحيث تلتزمين بالجلوس معها طول مدة الدراسة.
• خصصي يوما في الأسبوع لا تستعملين فيه الكمبيوتر، وإذا استطعت يمكن أن تجعليها ليومين.
• حددي وقتا في المساء كآخر ساعة تستعملين فيه الجهاز، فمثلا لا استعمال بعد الساعة 8 مساء.
• حددي وقتا في أثناء النهار بلا جهاز، مثلا بين الساعة 12 ظهرا، و8 مساء، وبحيث تكافئين نفسك على الدراسة باستعماله بعد هذه الساعة.
وهكذا ترين أن هناك وسائل كثيرة يمكنك من خلالها أن تنظمي أمور حياتك، وبحيث تسيطرين على ظروفك، ولا تجعلي "ظروفك" تتحكم بك، وربما العنصر الأساسي في نجاح هذه الإجراءات هو صدق العزيمة، واتخاذ الأسباب، وكما يقول تعالى في موقف مشابه عن مدى استعداد الإنسان للقيام بعمل ما يحتاج صبرا وعزيمة، {ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة} (التوبة: 46).
أرجو منك الآن، وبعد قراءة جوابي هذا أن تطفئي الجهاز، ولا تعودي إليه إلا بعد ساعتين من الآن، وسترين كيف يمكن علاج المشكلة، ومن نفسك، ولكن لا بد من اتخاذ الخطوات البسيطة هذا.
وأنا أضمن لك إن درست ساعة واحدة كاملة، وبشيء من التركيز، فستجدين في نفسك همة عالية للمتابعة، فالنجاح يسهل الطريق لنجاح آخر، وهكذا...
وفقك الله ويسر لك، وجعلك من المتفوقات.