السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 19 سنة، لدي مشكلة وهي أني أحس أن شخصيتي ضعيفة، وفي المواقف الصعبة لا أعرف أن أدافع عن نفسي، وأبكي بسرعة، وأحيانا لأسباب لا تستدعي البكاء، لكن رغما عني فلا أقدر أن أمسك نفسي وﻻ أسيطر على دموعي، في خوف المواجهة مع أني على ثقة بنفسي، وصار أن أقرب الأشخاص يستغلونني بسبب سكوتي وحساسيتي، وحاليا ﻻ يوجد لدي أصدقاء بسبب عدم ثقتي بالناس، وأحب العزلة، أريد حلا، أريد أن أثبت نفسي أمام الأشخاص الذين يستضعفونني، وأتخلص من الحساسية وسرعة البكاء، وأكون قوية أما نفسي والناس.
أرجو منكم المساعدة، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ thekra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.
أولا: لا بد أن تعلمي -أختي الكريمة- أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمدي الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم.
لذلك لماذا الخوف ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك والتقييم المتضخم للآخرين، فحاولي تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيري المقياس أو المعيار الذي تقيمين به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عز وجل هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.
والمظهر الخارجي، والوضع الاجتماعي والاقتصادي وغيرها من الأمور الدنيوية ليست هي الأصل الذي يجعلنا نحترم الناس، أو نخاف منهم، وتذكري حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس -رضي الله عنهما- عن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما-، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وإليك بعض الإرشادات التي تساعدك -إن شاء الله- في التغلب على المشكلة:
1- اسعي في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
2- ينبغي أن تتصالحي مع نفسك وتتحرري من هواها، وتثقي في قدراتك وإمكانياتك، واعتزي بها، ولا تقارني نفسك بالآخرين، فما تملكينه قد لا يكون عندهم، وما يملكونه ليس بالضرورة يكون عندك، وفضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، كل ما علينا هو أن نرضى بما قسمه الله لنا ونقنع بما عندنا، ونتطلع للأحسن والأفضل.
3- كوني نموذجا في الأخلاق، واحترمي قيم وآراء الآخرين.
4- أفشي السلام على من تعرفين ومن لا تعرفين، وساعدي من يطلب منك المساعدة، واعرضي مساعدتك على من لم يطلب.
5- قدمي الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية، فإنها تحبب فيك الناس وازهدي فيما عندهم.
6- بادري بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية وشاركيهم فيها.
7- أحسني الظن دائما في الآخرين، ولا تستعجلي في الحكم عليهم إلى أن يتبين لك العكس.
وربنا يقويك ويوفقك لما يحبه ويرضاه.