أرشدوني للتعامل مع تحرش أخي الصغير بابنة أخي الآخر

0 430

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر 22 سنة، لدي أخ عمره 16 سنة، ولدينا 4 شباب وهذا أصغرهم، اكتشفت أنه يتحرش ببنت أخي البالغة من العمر 8-9 سنوات، كان يراودني الشك سابقا ثم أستغفر ربي، لأن أخي محبوب من الجميع، وشخص طيب ويحافظ على صلواته، ولكن كان الشك بمحله عندما رأيته بعيني معها ليلا، وارتبكا عندما رأوني وأنا لا أريد أن أبين لهما أنني رأيتهما لكي لا أصيبهما بالإحراج والتفكير الزائد، علما أن بنت أخي في بيت آخر وليسوا معنا في البيت.

عندما عاد أخي من المدرسة كتبت له رسالة، بدأت فيها بمدح صفاته وباستغراب شديد أن شخصا بمثل صفاته يفعل هذا العمل بابنة أخيه، وقلت إن لم يتوقف عن هذا العمل سأبلغ أباها وأبي، وإن تاب عن فعل ذلك سيكون سرا بيني وبينه، ولن يعلم به أحد وسأعامله أحسن من الأول، بعدها أتى إلي وقبل رأسي واعتذر، لكن المشكلة في بنت أخي، ماذا أقول لها؟ لأنها لم تستغرب الفعل المشين بل راضية عن ذلك وكانت تعلم أنه خطا، ماذا علي أن أفعل؟ هل أنصحها أنا أو أقول لأخي أن يقول لها أن الذي كانا يفعلانه خطأ كبير وسيكفان عنه؟ أنا لا أريدها أن تخبر والديها أو أخواتها الكبار بهذا الشيء، أريد أن أستر على أخي، أرجوكم انصحوني.

عذرا على الإطالة، وأشكر العاملين على هذا الموقع الذي من خلاله نجد المشورة الصحيحة، أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك حسن التعامل مع هذا الموقف الصعب العصيب، ونشكر لك الحكمة في التغيير والإصلاح، وهكذا ينبغي أن تكون الفاضلات الصالحات، ونتمنى أيضا أن تكملي المشوار بنفس الحكمة، وحبذا لو قام الأخ فعلا بتحذير الفتاة بينه وبينها، ودعوتها إلى الكف عن مثل هذه الأعمال، ويكون دورك بعد ذلك هو الإرشاد والنصح، وبيان الأمور دون التطرق لهذا الموضوع، لأن طرحك للموضوع أو كلامك معها قد يوسع الدائرة فعلا وهذا ليس فيه مصلحة لأحد، ولكن لو قام الأخ بنصحها وقمت أنت بعد ذلك بتعليمها توجيهات يمكن أن تدرسيها القرآن، من خلال القرآن تأتي التوجيهات بضرورة أن تستر على نفسها، وتهتم بستر لباسها وأن تبتعد عن أماكن الرجال -أي توجيهات مثل هذه تأتي عرضا وليست مقصودة- وهذا جانب من الأهمية بمكان.

وعليك بالجانب الآخر، وهو جانب المراقبة والمتابعة لتصرفاتها، وتصرفات من هم في سنها من الصغار، وهذا الأمر يحتاج إلى انتباه لأن الصغار حتى عندما يغلقوا الباب على أنفسهم ينبغي أن نحاول أن نذهب بحلوى، ثم نطرق الباب: (أين فلان؟ خذوا هذه الحلوى أيها الأبطال)، وهدفنا ليس المجيء بالحلوى وليس السؤال عن فلان، ولكن هدفنا هو نوع من المتابعة، فإن الأطفال إذا أغلقوا الأبواب على أنفسهم قد يكون بعضهم شاهد مناظر أو اعتاد مخالفات، فإنها عند ذلك تنتقل إلى الآخرين، فمن هنا تأتي أهمية المتابعة والمراقبة لكن من على البعد، وتأتي أهمية البرنامج كما قلنا التوجيهي، النصح والإرشاد وحسن التربية وتنبيه البنات وحتى الصبيان والأطفال الصغار لضرورة المحافظة على عوراتهم، والبعد عن المخالفات غير الصحيحة، وتجنب أيضا مصادقة الأشرار، وأيضا التحبب إلى هؤلاء بالهدايا والعطايا، لأنهم إذا أحبوك سوف يعطونك الأسرار، ويقتربون منك ويستمعون إلى نصحك.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر شكرنا على حسن التعامل مع الموقف، ونتمنى أن يستمر تواصلك مع الموقع، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات