خائفة جدا من الآثار الجانبية لدواء الروكتان الذي وصفته لي الطبيبة

0 208

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا من سنين طويلة عندي مشكلة حبوب في وجهي وصدري وكتفي، وحتى ساقي وفخذي، وذهبت لدكتورة استشارية في الأمراض الجلدية وأجرت لي تحاليل وكتبت لي دواء روكتان، وبدأت فيه وهذا الشهر الأول.

مشكلتي أني خائفة جدا من الدواء، ومما سمعت عنه وآثاره الجانبية، لدرجة أنه بعض الأحيان أقعد أبكي وأندم أني أخذته، وخصوصا –والحمد لله- وجهي ليس فيه حبوب كثيرة، تطلع لي الحبوب إذا أكلت أكلا لا يناسبني، المشكلة في الأماكن الباقية، فأخاف مثلا بعدما أنهي الكورس وعلى المدى الطويل أن ترجع لي الحبوب، هذا الخوف يدمرني، غير أضراره وتشوه الجنين، قرأت لواحدة حملت بعد سنة والجنين متشوه، ولا أعرف إذا كان من الدواء أو لا؟ لكن أول ما قرأت الكلام قعدت أبكي وأحسست أني تورطت، غير الاكتئاب الذي أنا فيه، والمشكلة لا أعرف هل أقدر أن أتراجع عن أخذ الدواء؟ أخاف من نتائج عكسية، وكم مدة هذا الكورس؟ ناس يقولون أربعة شهور وناس يقولوا ستة شهور، أحتاج للتوقف عن قراءة ما يكتبه هؤلاء الناس، ومعلومة يمكن أن تساعد، وزني 53 كلغ.

رضي الله عنكم أريحوني وأخبروني ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، ويختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها- من شخص لآخر، وكذلك شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض -هل هو محدد في الوجه؟ أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر؟-، ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة، وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندبا؟

في حالتكم وعلى حسب وصفكم المذكور، الإصابات منتشرة في أماكن عديدة تصعب السيطرة عليها باستخدام العلاجات التقليدية والموضعية، وعقار الروكتان أو ما يعرف علميا بـ Isotrtinoin هو مشتق من فيتامين أ، وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة والمنتشرة بشكل كبير، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبا وآثارا بالجلد بعد الالتئام، وهذا الدواء معترف به من هيئة الأدوية الأمريكية لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب، بالأخص نوع Nodulocystic acne، ولا أستطيع تقييم حالتك إكلينيكيا بشكل دقيق من خلال الوصف فقط، ولكن أتصور أن اختيار هذا العلاج مناسب لك فلا تقلقي، لكن يجب عليك اتباع التعليمات، والاحتياطات اللازمة خلال فترة العلاج حتى تحصلي على النتيجة المطلوبة بدون آثار جانبية –إن شاء الله-.

لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير، والاحتياطات التي يجب الالتزام بها ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وبالأخص تلك المتعلقة بالحمل والاكتئاب، وقد يعطي لك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج، ويجب عليك مناقشة تلك الأمور مع طبيبك المعالج بدقة كما ذكرت.

وبالنسبة لمشكلة الحمل تحديدا التي ذكرتها في استشارتك، فليس من المتعارف عليه أن يسبب هذا العلاج تأخرا في الحمل أو يؤثر على القدرة على الإنجاب، ولكن يسبب تشوها في الجنين إذا تم تناوله أثناء الحمل، أو إذا حدث الحمل خلال شهر واحد بعد التوقف عن العلاج، وفترة الشهر الواحد فقط مذكورة في النشرة الداخلية للعلاج ومتفق عليها علميا، ومرتبطة بتركيبة الدواء الكيميائية، فلا تقلقي، وبالأخص أنك لم تتزوجي بعد، وأمامك فترة مناسبة قبل حدوث فرصة للحمل.

وبالنسبة للجرعة الفعالة ومدة العلاج اللازمة، فإذا ما أقر طبيبك المعالج وصف هذا العلاج كما حدث معك، فيجب أن تتناوليه بالجرعة والمدة المقررتين، والجرعة اليومية تكون حسب وزنك، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود 6 أشهر، وقد تتحسنين بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، لكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا فقد تعاود المشكلة الظهور، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد، وبالنسبة لوزنك المذكور فالجرعة اليومية المناسبة أتصور أنها ستتراوح من بين 30 إلى 40 مج يوميا، والمدة ستكون في حدود الستة أشهر، وذلك يرجع إلى طبيبك المعالج وتقييمه لاستجابتك للعلاج، والمتغيرات التي قد تحدث أثناء العلاج.

أتمنى لك الشفاء وحفظكم الله من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات