السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
خطبت لأحد الأقارب وليس فيه عيب يذكر، والأهل كانوا موافقين عليه، ولكن عندما استخرت لم أرتح للموافقة فرفضته، ولكن كان عندي إحساس أني سأفتح باب خير على أخواتي، فرجع وخطب أختي الكبيرة البالغة من العمر 34 سنة، فما رأيكم في هذا التصرف؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عيوش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن قرار الزواج قرار يخص الفتاة ويخص الفتى، ومن حق أي فتاة أن ترفض الشاب الذي لا تريده، ومن حق الشاب أيضا أن ينسحب من حياة الفتاة التي لا يريدها، ولكن المهم أن يكون ذلك الانسحاب والخروج بأدب، وفيه مراعاة للمشاعر، وتزداد أهمية هذه المسألة عندما تكون المسألة بين الأقارب.
والحمد لله أنه عاد فخطب شقيقتك، ونسأل الله أن يجمع بينهما على الخير، هذا تصرف صحيح، لأن مسألة الزواج لا تصلح فيها المجاملات، ولا بد أن تتلاقى فيها الأرواح، ولا بد أن يحصل الارتياح والانشراح والقبول، وقد أحسنت في أنك احتكمت إلى هذا الأمر وحسمت هذه القضية منذ بدايتها، وإذا كان فيه خير فإن الخير سيأتي أيضا إلى أسرتكم، فقط ينبغي أن تحسني علاقتك بأخواته وأسرته، وتحافظي على صلة الرحم، وتطوي هذه الصفحة إلى غير رجعة، ولا تذكريه إلا بالخير، واحتملي ما قد يصدر منهم انتقاما لأخيهم أو غضبا له، ويحتمل يكون هذا.
واعلمي أن كل شيء في هذا الكون بقضاء وقدر، لأن الكون ملك لله، ولا يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، وإذا قدر الله أن يتزوج فلان بفلانة فلن يتزوج بغيرها، وما فعلته وقمت به ليس فيه حرج، شريطة أن تراعي الضوابط التي ذكرناها من حسن الاعتذار والدعاء الخالص له ولأسرته الجديدة أيضا، وعدم إشعار شقيقتك بشيء من الكره تجاهه أو نحو ذلك.
والأمر ليس فيه حرج من الناحية الشرعية، وهو صحيح من الناحية الواقعية أيضا، فإننا نكرر أن المجاملة في الزواج لا تجوز، وليس المهم ما يريده الأهل، وليس المهم أن يكون فقط ملتزما، ولكن مع كل هذا ينبغي أن ترتاحي أنت له، وتجدي في نفسك ميلا إليه وتقبلي به، وهذا لم يتحقق، فلا حرج عليك، ونسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم ولهم التوفيق والسداد.