هل تعرضي لتمزقين في عنق الرحم في السابق يستلزم ولادتي قيصريا؟

0 518

السؤال

السلام عليكم

تعرضت أثناء ولادتي بابني الثاني قبل خمس سنوات إلى تمزقين في عنق الرحم، وبناء على التقرير المكتوب من الطبيبة أني وقبل أن يتوسع الرحم كنت أدفع بشدة -قد يكون الطلق الصناعي له دور-، وأني تعرضت لنزيف حاد، وتطلب ذلك عملية جراحية ودخولي لغرفة العمليات تحت تخدير كامل، ولم ينقل لي دم –والحمد لله-، وحصل لدي تمزقان في عنق الرحم في منطقة الساعة 3 ومنطقة الساعة 8، وتم وضع كمادة باردة بعد العملية، ولم يتم شق البطن إنما كانت العملية عن طريق المهبل.

سؤالي: أنا الآن في بداية الشهر التاسع، والطبيب المعالج نصحني بالولادة القيصرية لتجنب حدوث التمزق مرة أخرى، وعندما راجعت طبيبة أخرى وبناء على قراءتها للتقرير الطبي، أخبرتني بقدرتي على الولادة الطبيعية، وأنه لا تلزم للقيصرية، وأنا الآن في حيرة من أمري بين القيصرية والطبيعية، فأنا أرغب أن ألد بشكل طبيعي، ولكني لا أريد أن أعرض نفسي للمخاطر، أرشدوني وانصحوني حتى أستوعب الموضوع.

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريماس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية.

نعم –يا عزيزتي- إن كلام الطبيبة صحيح، ويمكنك أخذ فرصة في الولادة الطبيعية، لأن تمزق عنق الرحم خلال الولادة الأخيرة حتى إن سبب لك نزفا، واحتاج إلى عملية من أجل خياطته إلا أنه لا يعتبر سببا ولا استطبابا لعمل عملية قيصرية في هذا الحمل، بل الصحيح هو أن تأخذي فرصتك كاملة في الولادة الطبيعية في هذا الحمل، أي يجب ترك المخاض عندك ليحدث بشكل طبيعي، ومراقبة توسع الرحم كالمعتاد، والفرصة عالية في حدوث ولادة طبيعية -إن شاء الله-.

إن تمزق عنق الرحم قد يحدث عند أي سيدة خلال الولادة، خاصة إن كان حجم الجنين كبيرا، أو تم استخدام ملقط الجنين أو الشفط في إخراج رأس الجنين، وقد يحدث مثل هذا الاختلاط حتى بأيدي أمهر الأطباء والطبيبات، وأكرر ثانية بأنه ليس مبررا لعمل القيصرية، فالعملية القيصرية تعتبر عملية كبرى وهي ليست بدون اختلاطات، بل أن اختلاطاتها تفوق كثيرا اختلاطات تمزق عنق الرحم، والذي قد لا يحدث عندك ثانية -إن شاء الله-.

الخوف من تمزق عنق الرحم ليس في تكرار التمزق خلال الولادة التالية، وليس من كون عنق الرحم لن يفتح خلال الولادة، بل الخوف هو من أن التمزق في عنق الرحم قد يسبب ضعفا أو قصورا في العنق مما يؤدي إلى الإجهاض أو إلى الولادة الباكرة –لا قدر الله-، أي أن الخوف هو من أن يفتح عنق الرحم قبل الأوان، ولذلك فإنه ينصح بأن يتم عمل ربط لعنق الرحم عند من حدث لديها تمزق كبير في عنق الرحم في ولادة سابقة.

وبما أنك قد وصلت الى الشهر التاسع -والحمد لله-، فمعنى ذلك بأن التمزق الذي حدث عندك لم يؤثر على مقوية عنق الرحم في هذا الحمل، أي أن عنق الرحم بقي جيدا من الناحية الوظيفية -بإذن الله تعالى-.

باختصار –يا عزيزتي- أضم صوتي إلى صوت الطبيبة التي قالت لك بأنه من الممكن لك أن تلدي ولادة طبيعية، وأرى بأنها طبيبة متمكنة وذات خبرة -إن شاء الله-ـ فإذا لم يكن لديك أية مشاكل في هذا الحمل وكان كل شيء يسير بشكل طبيعي، فيجب التعامل مع حالتك كأي حالة ولادة عادية، أي يجب ترك المخاض ليتطور ومراقبته بطريقة جيدة، فإن حدث توسع فيجب أن تترك الولادة لتتم بطريقة طبيعة، أما إذا لم يحدث توسع في عنق الرحم، أو انخفضت دقات قلب الجنين، أو حدث أي شيء طارئ –لا قدر الله- فهنا يمكن اللجوء إلى القيصرية.

نسأل الله عز وجل أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات