السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا إنسانة أخاف من الموت كثيرا، أخاف أن يأتي ويأخذني ممن أحب، وأفكر في الحياة الأخرى كثيرا وأصبحت زاهدة في الدنيا، لا أعيش لشيء لأني أعرف أن بعد كل شيء هناك موت، أشعر أني لا أعيش كالآخرين، لست التي تفكر في نفسها وفي حياتها ولا التي انقطعت عن الدنيا وآمالها، فلدي آمال ولكني أخشى إن بدأت بعيش حياتي، ووضع أهداف حتى لو كانت مادية كما يفعل الناس بتعلقهم بالدنيا وملذاتها، أن يأتيني خبر أو مصيبة توقظني مما أنا فيه، فأنا لا أريد أن أتعلق بشيء حتى زوجي وطفلي، أتخيل دائما أن أفارقهم، حتى إذا جاء الموت أكون على استعداد لهذا، أعرف أن هذا ليس طبيعيا ويجب أن أعيش كالآخرين، ولكنني رأيت أناسا كثر ماتوا وكنت أعرفهم، فقط أود لو أرجع طفلة صغيرة لم تفهم ما هو الموت أو الفقدان.
أرجوكم ما هو الحل لحالتي، وهل تحتاج علاج؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الخوف من الموت يصاب به الكثير من الناس، والموت قطعا مخيف لكن هذا الخوف يجب أن لا يكون خوفا مرضيا، أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- محتاجة لأن تغيري مفاهيمك، لأن الله تعالى خلق الإنسان لإعمار هذه الأرض وليعبد الله تعالى، ولأن تكون له أهداف، والموت آت لا شك في ذلك، خذي هذه الأربعة وسوف تجدي مستوى تفكيرك قد تبدل.
أنت -أيتها الفاضلة الكريمة- لديك أشياء جميلة في حياتك، لديك الزوج، لديك الذرية، ويجب أن تسعي لأن تعيشي من أجل هؤلاء ومن أجل نفسك حياة طيبة كريمة، أريد أن أذكرك أن حتى غير المسلمين يسعون دائما ليعيشوا حياة مفعمة بالأمل والرجاء والإنتاجية والإنجاز، لأنهم على الأقل يريدون أن تخلد ذكراهم بعد أن يذهبوا من هذه الدنيا، وبكل أسف هم يؤمنون بالفناء ونحن لا نؤمن بالفناء، نؤمن بالحياة الطيبة الرغدة، حياة البرزخ والجنة للصالحين من المسلمين، نسأل الله أن يجعلنا منهم.
الذي تعانين منه نسميه بالوسواس السلبي، سلبي في كل شيء، هذه الفكرة حقريها وابني أفكارا جديدة على النسق الذي ذكرته لك، ومن المهم جدا أن تكون لك خارطة لإدارة الوقت المهام اليومية، يجب أن تحدديها، ليس فقط الواجبات المنزلية والزوجية أو رعاية طفلك، هنالك أمور جميلة في الحياة يمكن أن تقومي بها، أن تكتسبي المعرفة، أن تتواصلي اجتماعيا، أن تكون لك أهداف، أن تعيشي على الأمل والرجاء، هذا كله يمثل دفعا نفسيا إيجابيا.
وإن استطعت أن تذهبي إلى طبيب نفسي فهذا جيد، وإن لم تستطيعي أعتقد أن تناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف سيفيدك كثيرا، من أفضل الأدوية التي أراها مفيدة في هذه الحالات دواء يعرف باسم سبرالكس Cipralex، واسمه العلمي هو استالوبرام Escitalopram، الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة، أي 5 مليجرام تتناوليها يوميا لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة تناوليها ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة أسبوعين، ثم اجعليها نصف حبة يوما بعد يوم لأسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
الدواء سليم وفاعل -وإن شاء الله تعالى- يعود عليك بخير كثير، بشرط أن تغيري مفاهيمك حول ذاتك، وحول الحياة وما أجملها، وحول الموت، نسأل الله تعالى أن يهب لنا جميعا عيشة هنية وميتة سوية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.