تلعثمي في الكلام يؤثر على شخصيتي.. كيف أتخلص منه؟

0 313

السؤال

السلام عليكم

أعاني من تلعثم في الكلام وهذا يؤثر على شخصيتي طبعا، ويسبب لي ضعفا بسيطا في الشخصية، وكلامي قليل، ولا أستطيع تكوين صداقات بسهولة.

فكيف أكون شخصية قوية واجتماعية رغم مرض التلعثم؛ لأني أعاني جدا من هذا الموضوع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

ما عانيت منه -أخي الكريم- في طفولتك ربما يكون أثر في صورتك الذهنية عن نفسك، وتقديرك الذاتي لها، ورسخ ذلك في عقلك البطن بأنك أقل من الآخرين، مع أن التلعثم في الكلام أيضا ليس عيبا، فالمقياس الذي يستخدمه الذين سخروا منك مخالف لكل القيم الإسلامية، والاجتماعية، والأخلاقية.

فطريقتهم في التعامل معك أدت إلى كبت قدراتك ومهاراتك العقلية، مما نتج عنه شعور بالنقص، وقلة الثقة بالنفس، والآن هذه القدرات، وهذه الإمكانات تجد طريقها للتفتق والانطلاق، فنقول لك: لا تنظر لتجارب الماضي بأنها مقيدة ومكبلة لقدراتك وطموحاتك، بل انظر إليها بأنها تجارب تستلهم منها الدروس والعبر، بل هي دافع لك لتغيير حياتك بالعلم، كما قيل في أهمية العلم والعلماء:
العلم يرفع بيتا لا عماد له **** والجهل يهدم بيت العز والشرف

فكم من شخص كان مجهولا بين الناس وبجده واجتهاده غير حياة أسرته وأهله، وأصبح ممن يشار إليهم بالبنان، فهذا هو سلاحك الأول لتغيير نظرتك عن ذاتك، وإليك بعض الإرشادات العامة التي تساعدك -إن شاء الله- في تقوية شخصيتك:

1- تذكر حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: عن أبي العباس عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- يوما، فقال: (يا غلام: إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعـوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

2- قم بوضع أهدافك وخطتك لتطوير ذاتك، ولتكن الأهداف محددة وواضحة، واستعن بالله، ثم بذوي العلم والخبرة في وضع واختيار تلك الأهداف.

3- اقتد بسير العظماء والنبلاء، وأولهم رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام.

4- اتبع منهج المواظبة والمثابرة في نشاطاتك الحياتية الموجهة للتطوير، وقم بتقييم إنجازاتك بصورة دورية (كل يوم – كل شهر- كل سنة) واكتشف أسباب النجاح والفشل للاستمرار في النجاح ومعالجة الإخفاقات.

5- تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال – سرعة التسليم بالهزيمة – التأثير السلبي بنجاح الآخرين – التلهف إلى الحب والعطف – الحساسية الفائقة – افتقاد روح الفكاهة.

6- اسع في مرضاة الله، فإذا أحبك الله جعل لك القبول بين الناس، واعمل بالأسباب وتوكل على الله، واستعن به فهذه هي مفاتيح نجاحك.

7- كن نموذجا في الأخلاق، واحترم قيم وآراء الآخرين.

8- أفش السلام على من تعرف ومن لا تعرف، وساعد من يطلب منك المساعدة، واعرض مساعدتك على من لم يطلب.

9- قدم الهدايا لمن حولك حتى ولو كانت رمزية فإنها تحبب فيك الناس، وازهد فيما عندهم.

10- بادر بمواصلة الآخرين في مناسباتهم الاجتماعية، وشاركهم فيها.

11- أحسن الظن دائما في الآخرين، ولا تستعجل في الحكم عليهم إلى أن يتبين لك العكس.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات