أدرس خارج بلدي وأعاني الوحدة والغربة..فانصحوني

0 335

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أشكر القائمين على هذا الموقع جزاهم الله كل خير .. وبعد:

أنا طالب طب في السنة الثالثة، أدرس في بلد عربي مسلم والحمد لله.

مشكلتي هي أني أعاني من السكن لوحدي، فأحيانا أعاني من الاكتئاب، وأحيانا أخرى من الفتور بسبب الوحدة، فأتوقف عن الدراسة، وأفقد الجلد على الالتزام بها، وأحيانا تراودني نفسي بالمحرمات، والانقياد لها بسبب الملل، وربما أبقى صامتا طوال اليوم لعدم وجود من أتحدث معه، وأعاني جدا من كوني بعيد عن الأهل أيضا، وأحيانا أشغل قناة القرآن أثناء الدراسة.

ومع العلم أني مقتدر ماديا بفضل الله تعالى، ولكني أتردد في مسألة الزواج بسبب الدراسة كونها تشكل مسؤولية كبيرة.

الوحدة أصبحت تزعجني وتؤثر على ديني ودراستي، ولا يوجد من أسكن معه سواء من الزملاء، أو غيره.

سؤالي: ما هو الحل والنصائح لمن يسكن لوحده؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك - ابننا الفاضل - ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.

أول نصائحنا - للمقتدر الطالب المهذب المحترم من أمثالك - هو أن تتزوج، والزوجة خير عون للإنسان على الاستقرار، وعلى الدراسة، وعلى النجاح شريطة أن تحسن الاختيار، ولا تتردد في هذه المسألة، فإن الوحدة شر، والشيطان مع الواحد.

والإنسان إذا كان وحده فإن خواطر السوء تدخل عليه، كذلك أيضا قبل ذلك وبعده ينبغي أن تتخذ القرآن جليسا، وتحافظ على أذكار المساء والصباح، وتشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بغيره، ولا بد أن يكون لك أيضا أصدقاء صالحون يذكرونك بالله إذا نسيت، ويكونون عونا لك على طاعة الله إن ذكرت، كذلك لا بد أن يكون لك جدول مرتب فيه تعطي النفس حظها من الطعام وحقها من الراحة، وحقها من الترفيه، وحقها من التواصل مع الأصدقاء -أكرر الصالحين- وحقها من التواصل مع أسرتك.

وأيضا يكون لك جدول ثابت في العبادة والطاعة والإنابة لله تبارك وتعالى، ولا تحجز نفسك في الحجرة، فاذهب إلى المساجد للصلوات، وقابل الأخيار، وعد إلى سكنك، وأنت قد أديت الصلاة وسجدت لله تبارك وتعالى، وحاول دائما أن تتجنب التفكير والوقوف عند المواقف السالبة.

واحرص على أن تغض بصرك، فإن لك الأولى، وليس لك الثانية، واجتهد في ألا تدخل إلا على المواقع التي تدلك على خير، فإن الإنسان إذا أطلق لبصره العنان وتوسع في هذه المسألة جلب لنفسه الأكدار، وجلب لنفسه الهموم والغموم.
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر

نسأل الله أن يزيدك حرصا وخيرا، ونحن أيضا ينبغي أن تتواصل معنا عندما تحتاج إلى النصائح، فنحن لك في مقام الإخوان الكبار، بل في مقام الآباء، ونجاح أمثالك من الفضلاء يهمنا، وفكرة الاستشارة تدل على أنك ولله الحمد ناضج وتفكر بالطريقة الصحيحة، فنسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والنجاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات