السؤال
السلام عليكم
بارك الله في موقعكم، وسؤالي هو أن ابني يبلغ من العمر تسعة أشهر، ولم يحب بعد، المشكلة أنه مرتبط بي جدا، ولا يتركني أبدا منذ ولادته لدرجة أثرت على بيتي، وحياتي فضلا عن حالتي النفسية؛ لأني أريد مذاكرة العلوم الشرعية ينصحني الناس أن أتركه يبكي، ولكني لا أستطيع فماذا أفعل؟
وبارك الله في مجهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا.
لا أنصحك أبدا بتركه للبكاء، وكما قال لك بعض الناس، وليس قطعا، وهو في عمر التسعة أشهر، وهذا يمكن أن يكون، ولكن قطعا بعد السنة والنصف من العمر، وأما وهو في هذه السن الصغيرة فهو في حاجة كبيرة للتعلق بك، وبمن يتعلق إن لم يتعلق بأمه.
إن الطفل الذي دون السنة والنصف، والذي تستجيب له أمه لن يكبر ليكون إنسانا أنانيا، أو ضعيف الثقة بنفسه، بل على العكس سيشعر بالاطمئنان، ويكون متعاطفا مع الآخرين عندما يكبر؛ لأنه عندما كان صغيرا كانت أمه، أو غيرها ممن يشرف على تربيته، كانوا يستجيبون له عندما يبكي، عكس الطفل الذي يترك للبكاء، ومن دون أن يستجاب له.
وعندما نقول أن دور الأم الأساسي هو في تربية الطفل، فنحن نتكلم بشكل رئيسي عن هذه المرحلة مثل طفلك في العمر دون السنة.
وربما يمكنك في هذه المرحلة من تربية الطفل أن تكيفي وقتك للدراسة، أو غيرها من المسؤوليات حول برنامج طفلك من النوم وغيره، وبحيث تستغلين الوقت عندما يكون نائما، والطفل طبعا في هذا العمر ينام الساعات الطويلة، ولعلك تستطيعين إنجاز ما تطمحين إليه.
طبعا من الطبيعي جدا أن يبدأ كثير من الأطفال بالحبو في التسعة أشهر، حيث معظمهم يصل لمرحلة الوقوف على يديه وقدميه استعدادا للحبو في وقت قريب، وبعضهم يبدأ بالحبو، ولكن بشكل مائل، أو محاولة الوقوف ممسكا بشيء.
وأنصحك جدا بدراسة كتابي "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" ويمكن الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع (نيل وفرات دوت كوم).
حفظ الله طفلك، وسهل الله عليك دراسة العلوم الشرعية وغيرها.