السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة عمري 21سنة.
أعاني من الخوف من الموت ومن يوم الحشر والقيامة، وأخاف أن أكون من أهل النار، وأن أعذب في قبري، وأشعر بحزن شديد عندما أنظر إلى أهلي.
أشعر بألم في الرأس والقلب، وجفاف في الحلق، ويكثر عندي الخوف وقت النوم، وتراجع مستواي الدراسي؛ لأني أقول: لماذا ندرس ونشتري ونعمل ونأكل وفي الأخير نموت، ويمكن أن نعذب؟
مع العلم أني ملتزمة بالصلاة والصيام، وأخاف الله في أموري، وأخاف على أمي بشكل خاص جدا، ولا أحب الخروج من المنزل إلى الأماكن العامة، وأشعر بقلق شديد، ولا أعرف أن أفكر.
أرجوكم أريد المساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الهنوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنه مما لا شك فيه أن الخوف من الموت والخوف من العذاب، والخوف من القبر والخوف من النار، هذه أمور طيبة إذا كانت في حدها الذي يجعلها حافزة للأعمال الصالحة ومعينة على طاعة الله تعالى، أما الخوف الذي يقعد الإنسان ويعطل عمله ونشاطه ويوقف تفكيره، فهذا خوف مرضي، وهو ليس مطلوبا ولم يأمرنا الله تبارك وتعالى به ولم يطلبه منا؛ لأنه يعطل التكاليف الشرعية، ويعطل أمور الدنيا، وهذا كله مما لا شك فيه ينعكس على علاقة العبد بربه، وعلاقته بالناس وعلى نظرته للحياة أيضا.
ومن هنا فإني أقول: إن هذه النظرة التي تكلمت عنها نظرة سلبية مرضية ينبغي أن تعالج، وعلاجها يكمن - بإذن الله تعالى – في الرقية الشرعية، لذا فإني أوصيك - بارك الله فيك – بالرقية الشرعية في أسرع وقت، حتى تزول عنك هذه الأعراض كلها -بإذن الله تعالى –؛ لأن فكرة الخوف من الله سبحانه وتعالى كما ذكرت أمر حميد ومطلوب، أما الزيادة عن هذا الحد فإنه مما لا شك فيه ليس من الإسلام في شيء.
ومن هنا فإني أقول لك - أختي الكريمة الفاضلة –: عليك بالمحافظة على الأذكار التي أكرمك الله تبارك وتعالى بها، مع المحافظة أيضا على الصلوات كما تقومين به، والعبادات الطيبة التي تؤدينها، ولكن عليك مع ذلك بالرقية الشرعية حتى تخرجي من هذا المنعطف الذي أنت فيه؛ لأن الحالة التي أنت فيها حالة ليست طبيعية، تحتاج منك - بارك الله فيك – إلى تقويم وإلى سلوك آخر يختلف تماما عما أنت عليه الآن.
الرقية الشرعية - بإذن الله تعالى – علاج رائع ومفيد، إن استطعت - بارك الله فيك – أن تعالجي نفسك بنفسك فذلك حسن، وإن لم تستطيعي فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الذين يساعدونك - بإذن الله تعالى – ويمكنك أيضا الاستماع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل؛ لأنها في غاية الفائدة وفي غاية النفع، وسوف ينفعك الله تبارك وتعالى بها نفعا عظيما، فعليك بالاستماع لهذه الرقية، وهي نوعان، بعضها طويل وبعضها قصير، عليك الاستماع إليها في أوقات الفراغ وأنت في البيت، واعلمي أنك بالمحافظة على هذه الرقية سوف تتحسن حالتك وتكونين في أفضل حال، وسوف تذهب عنك هذه الأعراض بإذن الله عز وجل.
وإن لم تتمكني من ذلك بنفسك فلا مانع من الاستعانة بأحد الرقاة الشرعيين الثقات، ولله الحمد والمنة لديكم في المملكة عدد كبير من الرقاة الذين يستطيعون أن يساعدونك في التخلص من هذه النظرة السلبية.
كما أتمنى - بارك الله فيك – أن تعززي ثقتك بنفسك عن طريق قراءة بعض المواضيع على الإنترنت التي تتكلم عن تعزيز الثقة بالنفس، حتى تستعيدي ثقتك بنفسك، وتعلمي أنك قادرة على التميز العلمي والدراسي وغير ذلك، وأتمنى أن تجعلي لنفسك جدولا للمذاكرة، وأن تكون المذاكرة لك عادة، ولا تجعلينها حسب الظروف والأحوال؛ لأنك لو تركت الأمر كذلك لن تستطيعي أن تحققي شيئا.
انتبهي لشرح المعلمين فإنه في غاية الأهمية بالنسبة لك، ولا تنصرفي عنه تحت أي ظرف من الظروف؛ لأن هذا المعلم يشرح لك ويشرح من أجلك، ومن هنا فإني أقول: المسألة سهلة والأمر بسيط، وبإذن الله تعالى سوف تكونين في أحسن حال، مع مواصلة الدعاء وطلب ذلك من الوالدة أو الوالد ومن أحبك أيضا؛ لأنك بذلك سوف تتغلبين على ذلك كله بإذنه تعالى.
هذا وبالله التوفيق.