أعاني من نظرة الناس لي وأفكارهم حولي.. ما هذه الحالة وعلاجها؟

0 369

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 24 سنة، موظف وطالب جامعي في نفس الوقت، مشكلتي أني ﻻ أعرف كيف أفسرها، لدي مهارة الكلام، والإبداع، والإقناع، والمرح، والفكاهة، والردود، لكن كل هذا يكمل في حالة كنت مع مجموعة أشخاص، لكني لو جلست مع شخص واحد أجد مشكلة في الحوار، ويكون الحوار والجلسة رسمية، وتجدني أتحدث مع نفسي كثيرا، فأقول في نفسي"لو قلت كذا أحسن، أو لو أقول كذا أفضل".

طبعا ليس كل الأشخاص، هناك أشخاص أجلس معهم بشكل عادي، أبدع في كل شيء، لكنهم قلة وبقية الناس تجدني لو أجلس معهم وحدي أكون رسميا ومتقيدا بالكلام بعكس لو كنا مجموعة أشخاص فقد تجدني أنا المسيطر على الجلسة في الضحك والمرح.

1- يعني مشكلتي الوحيدة عند الجلوس مع شخص واحد، فتجد الجلسة رسمية، وقد تكاد تكون مملة ويأتي فيها حديث النفس.

أشعر مع كثرة مرحي وتواصلي الاجتماعي أن الأشخاص يعاملونني بشكل رسمي، وقليل من المرح فلذلك أبتعد عنهم.

2- مشكلتي كذلك حديث النفس، كثيرا ما تجدني خلال الحوار أشطح في التفكير بيني وبين نفسي" لو قلت كذا، لو فعلت كذا، لو عملت كذا لكان أحسن".

3- حاولت جاهدا ألا أهتم بالناس وآرائهم، لكني لم أستطع نوعا ما، فأنا أهتم بكلام الناس في اللبس، والقول، ولو تعرفت على شخص جديد تجده ينجذب إلي ويريد التواصل معي والتعرف، لكن حين يتعمق في الصداقة تجده يمل ويقل اهتمامه.

شكرا لتعاونكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الحربي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: نقول لك لكل مقام مقال، أحيانا بعض المواقف تتطلب الجدية والحزم، وبعضها يتطلب روح الفكاهة واللين، فممارسة المزاح باستمرار قد يفقد الشخص هيبته ومكانته، والجدية باستمرار قد تشعر الآخرين بالملل؛ لذلك انظر إلى طبيعة الموقف وتصرف وفقا لذلك، فستجد -إن شاء الله- الاحترام والتقدير ممن تجالس، ولا تحتاج إلى مراجعة نفسك بعد فوات الموقف.

مشكلة تجنب الآخرين وعدم الاحتكاك بهم لا بد من التفكير في حلها بالطرق الواقعية، وأولها المواجهة، وعدم الانسحاب، والتعذر بأسباب واهية، فحاول رفع شعار مفاده التحدي والاقتحام بالزيارات المتكررة للأهل والأصدقاء، وإجابة الدعوات والمشاركة في المناسبات الاجتماعية تكسبك مهارات التعامل مع الآخرين، فالإنسان يتعلم بالممارسة والتدريب شيئا فشيئا.

في البداية تعلم كيفية المحادثة مع الآخرين بالاستماع الجيد لما يقولونه، ثم كيفية إلقاء الأسئلة بالصورة المبسطة، والاستفسار بطريقة فيها احترام وتقدير للشخص الآخر، وإظهار الإعجاب والتعليق على حديثهم ومقتنياتهم بالطريقة التي يحبونها.

وإذا أتيحت لك الفرصة للتحدث عن نفسك فاغتنمها ولا تتردد، بل انتهج نهج المبادرة، وكن أول من يبدأ دائما بالتعريف، أو الحديث عن النفس، وحاول الاستمرار في الحديث بسرد بعض الحقائق العملية، أو الدينية، أو القصص الممتعة التي تجذب مستمعك وتجعله يتفاعل معك بصورة إيجابية.

وأخيرا نقول لك أكثر من قول: ربي اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات