هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل؟

0 1000

السؤال

السلام عليكم

أريد معرفة هل هناك أي حقيقة علمية تثبت أن المرأة الحامل في فترة الوحام يجب أن لا تنظر إلى الناس غير الطبيعيين أو المشوهين؛ لأنها قد تلد طفلا يشبههم؟ أي أن الطفل قد يأتي على شكل أحد شاهدناه سواء كنا نحبه أو نكرهه.

هل هذه حقيقة أم خرافة؟ حيث إنه قد يولد طفل أخضر العينين من أبوين عيونهما ليست ملونة إطلاقا، فيعزون السبب لأنهم كانوا يعيشون في منطقة تغلب على الناس فيها صفة العيون الملونة، فتوحمت المرأة على ذلك وتسبب في وجود ذلك اللون لعيون الطفل، ومثلها السحنة الصينية مثلا لأبوين لا يملكان سحنة صينية، ولكنهما عاشا بين أفراد يملكون تلك السحنة، أريد تفسيرا واقعيا، لأنني خائفة على طفلي مما أشاهده.

سؤال آخر: هل قلة الأكل للأم الحامل تجعل الطفل نحيفا أو مريضا، أم أن الطفل لا يتأثر إطلاقا بحيث أنه يأخذ ما يحتاج من جسم الأم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم جمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الصفات والملامح والسمات ولون البشرة ولون العينين ونعومة وخشونة الشعر هي صفات وراثية محمولة في الجينات الوراثية ( كروموسومات )، نصفها يأتي من البويضة والنصف الآخر يأتي من الحيوان المنوي، وتبعا لمقدرة تلك الصفة أو الأخرى على سيادة الموقف؛ لأن الجينات منها سائد ونرمز له بالرمز B ومنها متنحي ونرمز له بالرمز b، بمعنى أن الجين السائد في حالة وجوده مع جين سائد آخر يعطي الصفة الوراثية بشكل 100% BB، وهذه تمثل 25 % من الأبناء وعند التقاء جين سائد مع جين آخر متنحي يعطي الصفة السائدة ظاهريا في الطفل المولود ولكن يحمل تلك الصفة وراثيا Bb، وقد تنتقل بعد ذلك من الابن إلى الحفيد، وهذه تمثل 50 % من الأبناء ولا تظهر الصفة المتنحية إلا بالتقاء الجينات المتنحية سويا مع بعضها bb، وبالتالي قد يختلف لون العينين أحيانا أو الملامح العامة إذا التقت جينات متنحية من الأبوين إلى أحد الأطفال bb فتظهر صفة لم تكن موجودة من قبل، وهذه تمثل 25% من الأبناء، وهي مسألة معقدة وغاية في الدقة، ولو اختلف حمض أميني في سلسلة تكون الجينات وتواجد في موضع آخر غير النسخة الأصلية الموروثة لأحدث مرضا وراثيا معينا.

لا يمكن لرؤية رجل دميم أو رجل وسيم أن يغير من تلك الشفرة الوراثية بأي حال، ولكن تحدث أحيانا بعض الطفرات في الترتيب الجيني الوراثي فتظهر صفة متنحية أو تسود صفة على أخرى، ومن الملاحظ أن الزوج القمحي أو الأسمر إذا تزوج من سيدة بيضاء فإن صفات لون البشرة وطبيعة الشعر تنتقل منه إلى الإناث، وتنتقل صفات لون البشرة البيضاء من جينات الأم البيضاء إلى أبنائها الذكور.

قلة الأكل للأم الحامل قد تنعكس على مخزون الفيتامينات والعناصر لدى الجنين، فمثلا فيتامين ( د ) أحيانا يصل المخزون في الدم إلى 7 من أصل 30 إلى 40 ولذلك يتأثر الجنين بذلك النقص، مع أنه يأخذ ما يحتاجه من الدورة الدموية للأم، إلا أن نقص العناصر المهمة مثل الحديد وبعض الفيتامينات قد يؤثر على الجنين، ولذلك ننصح الأمهات بتناول وجبات غذائية متزنة وطبيعية حتى تأخذ هي احتياجاتها من العناصر الغذائية، وتمد الجنين بما يحتاجه لينمو نموا طبيعيا.

حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات