السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عمري 23 سنة، مقبلة على الزواج، أعاني من مشكلة صوتي، فهو جدا ضعيف مع بحة مخنوقة، أحرج كثيرا بسببه، فصرت انطوائية ولا أشارك الناس الكلام، دائما هادئة، والبعض يستهزئ ويقلدني، فهل لذلك علاج؟ أم أن هذه خلقته ولن يتغير؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يتوجب عليك إجراء فحص شامل لدى اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة بالتنظير التلفزيوني المباشر لمراقبة حركة الحبال الصوتية، ومدى تمام الإطباق للحبلين الصوتيين، حيث أن الصوت يلزمه ليكون صافيا وقويا أن يتم إطباق الحبلين الصوتيين بشكل تام على الخط المتوسط لمدخل الحنجرة، وهكذا عندما يمر الهواء الخارج بقوة من الأسفل من الصدر عبر الحنجرة للبلعوم بين هذين الحبلين ينتج الصوت الصافي.
ومن أهم الأسباب للبحة وضعف الصوت:
- وجود عقيدة على الحبل الصوتي (عقيدة المغنين)، وهي تنتج عن التخريش المزمن للحنجرة، أو استعمال الصوت بشكل عال دائما، هذه العقيدة على الحبال الصوتية -وإن كانت صغيرة- تسبب تباعدا بسيطا بين الحبلين، وهكذا يحدث تهريب لضغط الهواء (الخارج من الصدر) من هذه الفرجة بين الحبلين، ويضعف الصوت، بالتالي يصبح مبحوحا.
- السبب الآخر: سماكة الحبال الصوتية بسبب الالتهابات المزمنة في الحنجرة، وهذه السماكة تؤثر على نوعية الصوت الخارج من الحنجرة أيضا، وتعطي البحة وضعف الصوت.
- كما أن هناك حالات من الضعف العضلي، أو أحيانا التشنج العصبي في العضلات الحنجرية، وهي تسبب أيضا أعراضا مشابهة.
يجب في البداية تجربة العلاج الدوائي، والمحافظة بعد تشخيص الحالة وبحسب السبب، فالعقيديات تعالج بالصمت التام لمدة حوالي أسبوع لعشرة أيام، وهذه الراحة الصوتية تعطي الحنجرة المجال للتعافي، وزوال العقيدة إن كانت صغيرة، وفي بدايتها، وفي حال عدم زوال هذه العقيدات؛ فلا بد من إزالتها بالجراحة.
وأما السماكة في الحبال الصوتية: فيجب البحث عن أسباب الالتهابات المزمنة، وإزالتها.
ومن الأسباب الشائعة للتخريش المسبب للالتهاب المزمن: التدخين، وبعض الأطعمة الحارة والحامضة، ورجوع الحمض من المعدة للحنجرة، ويعالج بمضادات الحموضة مثل أوميبرازول، ومضادات التقيؤ التي تغلق فتحة المعدة على المريء وتمنع رجوع الحمض، وكذلك الالتهاب التحسسي المزمن في البلعوم والحنجرة لأطعمة أو سوائل معينة، وفي حال عدم التحسن على العلاج الوقائي أو الدوائي، فلا بد أيضا من الجراحة بتقشير للحبال الصوتية.
بالنسبة لارتخاء العضلات الحنجرية: فتعالج بالتدريب الصوتي لدى أخصائي النطق، وقد نلجأ في حالات نادرة لإجراء جراحة شد للحبال الصوتية، أو حقن لمواد مثل (التفلون) في الحبال الصوتية لتحسين التقارب بينهما أثناء التصويت.
مع أطيب تمنياني لك -أختي السائلة- بوافر من الصحة والعافية.