السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 26 سنة، جامعية طموحة جدا، لم أتزوج وخطابي قليل ولا تتم لي خطوبة، حاليا تقدم لي شاب عمره 34 سنة، تعليمه دبلوم بعد المتوسط، سألنا عنه ويثنون على أخلاقه، يحافظ على الصلاة ولكن أحيانا يصلي في المنزل، لكنه قد سافر سابقا إلى دول معروف عنها الفساد، يسكن في مدينتي وعائلته في القرية، أسلوبه ولهجته قروية، حصلت الرؤية الشرعية لكني لا أتذكره جيدا، بل الذي أذكره أنه ليس جميلا أبدا، أنا في حيرة من أمري، مترددة في اتخاذ القرار بسبب شكله وتعليمه وسفره سابقا.
إيجابياته: عمره مناسب نوعا ما، يسكن في مدينتي، لا يدخن، عائلته معروفة وأهله طيبون، أعيش حاليا في حالة تردد وخوف من القبول بأني جازفت بنفسي، وأعتقد أني أستحق أفضل منه، حتى المحيطين بي يتحدثون بذلك سرا حتى لا يجرحونني، أخاف أن أقبل به لأسكت المجتمع، وحتى لا يطلق علي لقب عانس، فكل الذين حولي تزوجوا وأنجبوا وهم أصغر مني بكثير، وأخاف أن أرفضه ولا أجد من يخطبني وتقتلني نظرات المجتمع، استخرت الله كثيرا ودعوته، أنا مشتتة ونومي متقطع، وأشعر بضيق من اتخاذ قرار القبول أو الرفض، هل ما أعيشه طبيعي أم أنا أبالغ؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ashjan حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن دور المحارم كبير، وأن تأكدهم من مواظبته على الصلاة والسجود لله تبارك وتعالى هي القاعدة الأساس، ثم عليهم أن يسألوا عنه في مكان العمل، وعن طريقة تعامله مع الناس، وعن حضوره الفاعل في المجتمع، وعن بره بوالديه.
لذلك هذه المسائل الرجال أعرف فيها بالرجال، ولا نؤيد الرفض السريع، ولكن لا بد من دراسة المسالة من كافة جوانبها، ومن حقه أن يسأل عنكم، ومن حقك أن تسألي عنه، واعلمي أن الرجل لا يعتبر ولا ينظر إلى شكله، ولكن ينظر إلى أخلاقه ودينه، وقدرته على تحمل المسؤولية، وعلاقاته بالآخرين، وبره بوالديه، صلته لرحمه، هذه هي المعاني التي نركز عليها ابتداء.
أرجو كذلك أن تدركي أن المؤمنة إذا احتارت في أمر فإنها تسارع إلى صلاة الاستخارة التي فيها طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير، ونؤكد لك أن القرار الصحيح هو القرار الذي ننظر فيه إلى كافة الأبعاد وكافة الزوايا، نتأمل في عواقب ومآلات الأمور، ننظر قبله وبعده إلى الفرص المتاحة، إلى إيجابيات القبول وإلى سلبيات الرفض، ننظر للقضية من كافة جوانبها، ثم بعد ذلك اتخذي القرار الصحيح، وإذا كان الناس قد أثنوا عليه بصلاته ودينه فأرجو أن تقبلي به، هذه وجهة نظرنا، ولكن الأمر والقرار النهائي لا بد أن يخرج منك أنت، فأنت أعلم بنفسك منا، والله أعلم بك منك، ولم يظهر لنا أي درجة أنت من التدين والالتزام، ولكن نؤكد أن تمسك المرأة بدينها وحرصها على طاعة الله يؤثر جدا على زوجها، فنسأل الله أن يعينكم على كل أمر يرضيه، وأن يجمع بينكم على الخير.