السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تزوجت منذ حوالي سبعة أشهر، وحملت بعد زواجي بحوالي شهرين، وفي زيارتي الأولى للطبيبة لم يكن هناك أي مشاكل في حملي، ولكن زيارتي الثالثة -وفي الشهر الثالث- أخبرتني الطبيبة بأن الحمل هو حمل عنقودي، ويجب التخلص منه، وبالفعل تخلصت منه، ومر على العملية أكثر من شهر، وطلب مني الطبيب المتابع لحالتي أن أجري تحاليل طبية كل أسبوع ( hcg )، وكما طلب مني الطبيب فعلت، والتحليل الأخير الذي قمت به كانت نتيجته 76.2، وهو في تنازل -والحمد لله-.
ما أريد معرفته هو:
ـ لماذا لم تعرف الطبيبة بمرضي حتى دخلت الشهر الثالث؟
ـ ما هو الحمل العنقودي؟ وهل له أسباب؟
ـ هل يجب علي تجنب الحمل سنتين كاملتين؟ وهل هناك إمكانية أن تتقلص هذه المدة؟
ـ كيف يمكنني أن أتجنب الوقوع في نفس المشكل؟
ـ وما هي الاحتياطات التي يجب اتخاذها في هذه الفترة؟
ـ زوجي وبطبيعة عمله كثير السفر، فهل للسفر أثر على صحتي حاليا؟
وفي الأخير: تقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير، ولكم جزيل الشكر على جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عائشة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونحمد لله على سلامتك، ونسأله عز وجل أن يعوضك بكل خير.
إن الحمل العنقودي هو حمل يحدث فيه انتفاخ للخلايا التي ستشكل المشيمة والجنين، مما يؤدي إلى امتلائها بالسوائل، وتشكيل ما يشبه عناقيد العنب، وهو يحدث مصادفة، وينتج عن خلل في التلقيح يحدث بين البويضة والحيوان المنوي، ويكون بأحد شكلين:
1- الشكل الأول: أن تكون البويضة فارغة، أي لا تحوي على صبغيات، وعندما تتلقح بالحيوان المنوي الذي يحوي على (23) صبغا، فإن صبغيات الحيوان المنوي تحاول تعويض الصبغيات المفقودة في البويضة، فتتضاعف لتشكل 46 صبغا، (وهو العدد الطبيعي في خلايا الإنسان)، فتصبح البويضة الملقحة قادرة على الانقسام، ولكن ولأن كل المادة الصبغية الموجودة فيها مصدرها من نطفة الأب، فإن الانقسام والتكاثر، وما ينتج عنه من أنسجة يكون حملا غير طبيعي، وهنا نسميه ب (الحمل العنقودي الكامل)، لأن كل خلايا الحمل فيه تكون ممتلئة بالماء، وتشكل ما يشبه عناقيد العنب.
2- الشكل الثاني: أن تكون البويضة سليمة وطبيعية تماما، ولكن يحدث لها التلقيح من قبل حيوانين منويين في نفس الوقت، فهنا سيكون عددا الصبغيات أكثر من الطبيعي (69 صبغا)، 46 منها 23 آتية من نطفة الأب، و23 آتية من بويضة الأم، ثم تبدأ بالانقسام، وهنا أيضا سينتج عن هذا الانقسام حمل غير طبيعي، ونسميه (حمل عنقودي جزئي)، لأن جزءا من خلايا الحمل يشكل ما يشبه العناقيد، والجزء الآخر يبقى طبيعيا، ولكن الحمل كله لن يتطور بشكل طبيعي، وسينتهي بالإجهاض.
ويبدو بأن الحالة عندك هي من النوع الجزئي، لأن مثل هذا النوع قد لا يبدو واضحا منذ بدء الحمل.
على كل حال، فإن السبب الذي يؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي غير معروف لغاية الآن، لذلك نعتبر أن حدوثه يتم مصادفة، وبشكل عشوائي، وقد يحدث عند أي سيدة، وحدوثه لا يدل على وجود مشكلة عند أي من الزوجين، ولكن لوحظ بأن نسبة حدوثه تكون أعلى عندما تكون الحامل صغيرة في السن (مثلك)، أو متقدمة في السن (فوق سن 40)، والبعض يعتقد بأن نقص فيتامين A قد يساعد على حدوث الحمل العنقودي.
لذلك أنصحك بجعل تغذيتك متوازنة قدر الإمكان، وأن تكثري من تناول الخضار والفاكهة والعصائر الطازجة.
ويمكن لك أن تتناولي حبة واحدة يوميا من حبوب الفيتامينات المختلطة، مثل: حبوب سنتروم CENTRUM لمدة ثلاثة أشهر قبل حدوث الحمل القادم، وذلك لتعويض أي نقص في أي نوع من الفيتامينات في جسمك.
وأحب أن أطمئنك بأن احتمال تكرار الحمل العنقودي بعد حدوثه لمرة واحدة هو 1% فقط، أي أنه احتمال قليل جدا كما ترين.
ومن الممكن اختصار مدة الانتظار إلى سنة واحدة، فهذا يكفي، لأن هرمون الحمل العنقودي سيختفي في مدة أقصاها 12 أسبوعا بعد الإجهاض -بإذن الله تعالى-، ولكن حتى بعد أن يصبح هذا الهرمون صفرا، فإنه يجب إعادة التحليل 3 مرات، بفاصل أسبوعي، وذلك للتأكد من أنه بقي صفرا، ثم يجب إكمال مدة سنة بدون أن يحدث حمل خلالها، والحساب يجب أن يتم منذ تاريخ الإجهاض، وأفضل شيء هو استخدام حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون مثل حبوب ( ياسمين).
أن السفر لا يؤثر عليك، وهو ليس سببا في حدوث الحمل العنقودي، ويمكنك مرافقة زوجك إن أردت ذلك.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.