كيف أكون صداقات دائمة على المحبة والألفة؟

0 353

السؤال

أنا طالب في المرحلة المتوسطة، كنت أعاني من ضعف الشخصية وتغلبت عليها، وأصبحت قوي الشخصية، يلاحظها كل من يعرفني، أتعامل مع الجميع -كبارا وصغارا- بأسلوب جميل, يشهد به كل من أعامله.

أواجه مشكلة حاليا أو منذ مدة، وهي أن صداقتي بأصدقائي لا تدوم طويلا، رغم أني شخص اجتماعي جدا، ومرح، ولكن أجد صعوبة في الصداقات، تارة أترك صديقا لأنه ليس جيدا، ولم أدرك حقيقته سوى الآن، وتارة أترك صديقا لأنه يضايقني بأسلوبه.

ضاقت بي الأرجاء حتى انتقلت من مدرستي التي كنت بها بسبب ذلك، وذهبت إلى أخرى أواجه حاليا بها نفس المشكلة، فأتمنى أن يكون لي أصدقاء أحبهم ويحبونني، يشاركوني وأشاركهم، قال لي أحدهم منذ فترة ليست بطويلة؛ أنه يريدني أن أنضم إلى مجموعة أصدقائه الذين عددهم 3 فلم أرفض، بل قلت له إنني سأكون معهم، ولكن لدي اثنان من الأصدقاء، لم أرد أن أبتعد عنهم خشية أن يقولوا إنني لست مهتما، أو أقطع وأعود، ومن ثم لا أوفي بها.

الآن هذان الصديقان يضايقونني كثيرا، أرغب بالابتعاد عنهم، أحدهم قد ابتعد، وهو يتسبب لي دائما بالمشاكل، ويحاول أن يسيء لصورتي أمام أصدقائي، علما بأنني متفوق، وشخص محترم، ولا أحب سخافات الأمور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونهنئك على هذه الشخصية المتميزة، ونؤكد لك أن الصداقة الناجحة هي التي تكون في الله وبالله، ولله وعلى مراد الله، وأن أي أخوة أو صداقة لا تقوم على الدين والإيمان والتقوى لمالك الأكوان تنقلب إلى عداوة، قال العظيم في كتابه: "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين".

ورغم أهمية الصديق إلا أن الأسس التي نختار عليها هي التي تبين لنا صحة المنهج الذي نتخذه في اتخاذ الأصدقاء، والإنسان ينبغي أن يختار على قواعد هذا الشرع الحنيف، وأن تقوم الصداقة على التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، وتبادل النصح والإرشاد والإيثار، والحب المتبادل، والحرص على التعاون على كل أمر يرضي الله -تبارك وتعالى-.

أما صداقات أهل الدنيا فهي قصيرة، ولذلك الإنسان ينبغي أن يصاحب من يذكره بالله رؤيته، أخاك أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك، وهداك إلى مراشدك.

وأرجو أن تصبح أكبر من الكلام الذي يقال، والإنسان -ولله الحمد- إذا كان مثلك متميز وناجح محافظ على أخلاقه؛ فلن يبالي فيما يقوله الآخر فيه، واحرص دائما على أن تبقي شعرة العلاقة مع الجميع، ولا مانع من أن تخص بعض الأصدقاء، تقترب منهم أكثر، وتبوح لهم ببعض ما عندك من أسرار، وتستمع إليهم طبعا طلبهم في نصحهم وطلبا في إرشادهم وسيبادلونك المشاعر.

لا تقف طويلا أمام صديق مضى، واحرص على أن تكون إيجابيا مع الجميع، واجعل كتاب الله خير جليس وصديق، واهتم بدراستك، واحرص على حسن التواصل مع أسرتك، ونؤكد لك أنك ستجد في المدرسة أخيارا؛ فاحرص على أن تحشر نفسك في زمرتهم.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات