السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لو سمحتم لدي سؤالان:
الأول: عندما أكح يخرج ماء من مجرى البول، مع العلم بأني ولدت مرتين بقيصرية، وهذا الطارئ بدأ بعد آخر ولادة بسنة.
الثاني: عند تناول الطعام كثيرا يدخل إلى الأنف بدون أي شيء.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه يسمى سلس البول أو عدم القدرة على التحكم في البول، مما يؤدي إلى تسرب البول لاإراديا، ويعتبر السلس لديك من النوع البسيط والذي يحدث عند السعال (الكحة)، وسلس البول يصيب السيدات أكثر من الرجال وذلك نتيجة تعرض السيدات للحمل والولادة، مما يؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة نتيجة مشاكل في العضلات المسؤولة عن التحكم في البول.
وسلس البول التوتري Stress Incontinence يحدث فيه تسرب لكمية قليلة من البول عند الكحة أو السعال، الضحك، رفع جسم ثقيل، أو أي شيء يسبب زيادة الضغط على المثانة فيؤدي إلى تسرب البول وتظهر المشكلة بوضوح عند امتلاء المثانة بالبول، ويعتبر أكثر أنواع سلس البول الذي يصيب السيدات، خاصة بعد الولادة، ويحدث نتيجة ضعف عضلات منطقة الحوض التي تقوم بدعم المثانة، وهناك سلس البول المؤقت Transient incontinence ويكون تسرب البول بسبب مشكلة مؤقتة، التهاب المسالك البولية، أو إمساك شديد، وبمجرد انتهاء السبب ينتهي تسرب البول ويعود المريض إلى طبيعته.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى سلس البول، إما الإكثار من شرب الماء أو السوائل الزائد عن الحد، وهذا يؤدي إلى سرعة امتلاء المثانة بالبول في فترة قصيرة، مما قد يؤدي إلى تسرب لاإرادي للبول، أو الجفاف، حيث يلجأ بعض المصابين بسلس البول إلى الإقلال من شرب الماء و السوائل حتى يتجنب امتلاء المثانة بالبول، وتسرب البول وهذا يؤدي ذلك، إلى أن يصبح البول الموجود بالمثانة مركزا جدا وبه نسبة أملاح عالية، مما يسبب إثارة وتهيج المثانة وزيادة سلس البول، كذلك فإن الكافيين الموجود في بعض المشروبات مثل: القهوة، الشاي، العصائر الحمضية تؤدي إلى تهيج المثانة، مما قد يسبب تسرب للبول لاإراديا، وأخيرا فإن التهاب المسالك البولية من الممكن أن تؤدي إلى تهيج المثانة، مما يسبب الحاجة المستمرة للتبول، وقد يؤدي إلى تسرب البول لاإراديا، بالإضافة إلى إن الإمساك قد يؤدي إلى تسرب البول.
وعلاج سلس البول يعتمد على علاج الأسباب السابقة، بالإضافة إلى إجراء بعض التمارين التي تعتمد على تقوية عضلات الحوض والمثانة البولية، وتسمى تلك التمارين "تمارين كيجل Kegel"، حيث تنام السيدة على ظهرها ثم تحاول أن تقبض عضلات مجرى البول والمستقيم، وكأنها تحاول منع نزول البول أثناء التبول، ثم تنتظر 5 ثوان تقريبا ثم تقوم ببسط العضلات مرة أخرى، وتكرر هذا التمرين 10 مرات في التمرين الواحد في البداية، ثم يزداد العدد تدريجيا بأقصى عدد تستطيعه السيدة. وتقوم بعمل هذا التمرين 4 مرات يوميا، ويمكن القيام بذات التمرين لكن أثناء التبول، تقوم السيدة أثناء التبول بمحاولة وقف نزول البول بانقباض عضلات الحوض، وتنتظر 3-5 ثوان، ثم تستمر في إنزال البول ثم تتوقف ثانية، وتكرر ذلك عدة مرات حتى تنتهي من التبول.
وهناك بعض الأدوية تستخدم الأدوية لعلاج سلس البول، ومن هذه الأدوية (Sanctura) الذي يؤدي إلى تهدئة المثانة، وكذلك فإن الكريمات الموضعية من هرمون إستروجين Topical estrogen قد تساعد في تخفيف السلس البولي، كذلك فإن حبوب (Tofranil) تستخدم لعلاج تلك المشكلة، على الأقل حتى تؤتي التمارين ثمارها، وتقوي عضلات المثانة وتقوي الصمام.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة، وتليها إجابة الدكتور باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
البلعوم يتكون من ثلاثة أقسام هو البلعوم الأنفي (يقع في الأعلى خلف الفتحتين الخلفيتين للأنف)، والبلعوم الفموي (يقع في الوسط خلف تجويف الفم وهو ما نراه عند فتح الفم)، والبلعوم الحنجري (يقع في الأسفل في محيط الحنجرة وهو الذي يفتح على المريء).
هناك صمام يفصل البلعوم الفموي عن البلعوم الأنفي وهو يغلق عند البلع، هذا الصمام هو الحنك الرخو الذي نراه في مؤخرة سقف الحنك عند فتح الفم، ويكون متحركا نحو الأعلى والأسفل بحيث أنه عند البلع يرتفع للأعلى بشكل منعكس ذاتي، ويغلق البلعوم الأنفي ويمنع رجوع الطعام والسوائل للبلعوم الأنفي ومنه للأنف، ويوجهها نحو البلعوم الحنجري ومنه للمريء.
في حالة ضعف عضلات الحنك وعدم قدرتها على رفع الحنك الرخو نحو الأعلى عند البلع، وإغلاق كامل الفتحة بين البلعوم الفموي والبلعوم الأنفي، فإن الطعام والسوائل تصعد للأعلى نحو البلعوم الأنفي وتخرج من الأنف، هذا الضعف قد يكون بسبب عصبي أو عضلي (عضلات الحنك)، وقد يكون هناك ما يمنع الإغلاق الكامل للحنك كوجود كتلة في البلعوم الأنفي، أو سماكة في كتلة الحنك الرخو (سببه قد يكون أمراضا عديدة مزمنة)، ولهذا لا بد من إجراء فحص شامل للأنف والبلعوم الأنفي والفموي بالتنظير المباشر والتصوير الطبقي، وكذلك تقييم حركة الحنك الرخو بالمشاهدة المباشرة وبالتنظير الشعاعي الظليل (باللقمة الباريتية)، والعلاج يكون بحسب التشخيص بعد إجراء هذه الاستقصاءات.
مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.