ما سبب الرعشة اللاإرادية في الوجه، وما علاجها؟

0 888

السؤال

السلام عليكم

أعاني من رعشة لاإرادية في الوجه، تحديدا في الخد والمنطقة حول الفم، وكانت البداية مرتبطة بمواقف معينة، مثل: المواقف المحرجة، لكن ازداد الأمر سوءا، وأصبحت تحدث لي في أوقات أكون فيها بمفردي، وممكن حدوثها عندما ألتقط صورة مع أصدقائي، ولا أستطيع أن أضحك بسبب الرعشة، أنا متضايقة جدا من هذا الأمر، ونفسيتي متعبة، وأريد حلا لها، وأريد معرفة سببها.

مشكلتي الأخرى هي: أنني قليلة الكلام مع الناس لدرجة الصمت أحيانا، وفي أوقات أحس أنني أنسى الكلام، وأوقات أسرح كثيرا، ولا أنتبه للكلام الذي يقال، ويمكن أن تحدثني صديقتي عن موقف، ثم تسألني عنه بعد فترة، فلا أتذكر منه شيئا، وأنسى التفاصيل، وكل ذلك بسبب السرحان وعدم الانتباه.

أتمنى أن أعرف ما الذي يحدث لي؟ أتمنى أن أكون طبيعية مثل بقية الناس، وأتعامل طبيعيا، وأن أعرف كيف أتكلم بطريقة جيدة وأرد على الناس.

عندما أمشي في الشارع أشعر أن عيون الناس تراقبني، وأشعر بخجل وإحراج، وأي شخص يتكلم أحس أنه يتكلم عني، وأتضايق جدا، أتمنى أن أجد حلا لكل ما يحدث لي، ليتني أجد علاجا لحالتي وخاصة مشكلة الرعشة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ amany حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن مشكلتك بسيطة، وهي أنه لديك نوع من القلق النفسي قلل من فعاليتك في الجانب الاجتماعي، وجعلك تفضلين الانزواء والانسحاب وألا تكوني فاعلة حسب ما يتطلبه الموقف.

هذه علة رئيسية من حالات القلق، والحركات اللاإرادية في الوجه ومنطقة الفم ربما يكون سببها انقباضات عضلية تصيب مجموعة صغيرة من العضلات حول هذه المنطقة، وهذا أيضا نشاهده في حالة القلق.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي، خاصة أنك لم تذكري عمرك، لن يكون من الحكمة أن نصف لك أي علاج دوائي، بالرغم من أن الأدوية التي تعالج القلق وتحسن المزاج سوف تفيدك، لكن أعتقد أنه من الأفضل أن تذهبي وتقابلي أحد الإخوة الأطباء ليقيم حالتك بصورة أفضل، ويعطيك العلاج الدوائي الذي يناسب عمرك وحالتك.

من جانبي أريد أن أقول لك: أنت محتاجة لأن تفعلي نفسك خاصة في الجانب الاجتماعي، وأفضل وسيلة لتفعيل الذات على المستوى الشخصي يكون من داخل الأسرة، وهذا يتم من خلال آليات بسيطة، وهي: أن تكوني شخصا ذا فائدة وقيمة لأسرتك ولنفسك، ترتبي البيت، تشاركي الوالدة في أعمال البيت، تكون لك اقتراحات لصيانة وتطوير الأسرة وتقوية العلاقات بين أفرادها، هناك مقترحات جميلة وبسيطة، مثلا: أن تأخذي مبادرة أن تكون هناك حلقة للقرآن ولو لمرة واحدة في الأسبوع بين أفراد الأسرة، (وهكذا). هذا يعطيك قيمة ذاتية داخلية تشعرك بكفاءتك الاجتماعية.

عليك أيضا بالتواصل الاجتماعي مع صديقاتك، خاصة المتميزات منهن، عليك بالقراءة والاطلاع فيما هو نافع، هذا أيضا يطورك تطورا كبيرا.

أريدك أيضا أن تمارسي تمارين الاسترخاء، حيث إنها مزيلة للقلق بشكل رائع، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي الإرشادات الواردة بها.

أيضا الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة قيمتها العلاجية كبيرة جدا، لأن الرياضة تعالج كل شوارد القلق وتفيد النفس وتفيد الجسد، فكوني حريصة على ذلك.

بقي أن تذهبي إلى طبيب لمرة أو لمرتين، ليعطيك المزيد من الإرشاد، وعليك بالتطبيق، ويمكن للطبيب أن يصف لك أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والمحسنة للمزاج، وهي كثيرة جدا، يأتي على رأسها عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت) واسمه الآخر (لسترال) ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، وربما تحتاجين لعقار مثل (إندرال) والذي يسمى علميا باسم (بروبرالانول) أيضا بجرعة صغيرة لعلاج الرعشة، وإن كانت تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة المناسبة سوف تجعلك - إن شاء الله تعالى – تحسين باسترخاء كبير، وتزول عنك هذه الرعشة.

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات