السؤال
السلام عليكم
أرجو من القائمين على الموقع جزاهم الله خيرا أن يعينوني على حل مشكلتي.
قامتي 153 سم، مع أن الجسم مشدود ليس نحيفا, والوزن 64 كجم؛ مما يسبب لي شعورا بعدم ثقة؛ لأن المعروف أن الرجل يكون أطول في القامة من المرأة، وبصراحة من الصعب بهذا الطول أن يكون من السهولة الحصول على فتاة ترغب بهذا الطول, فهذا خلق عندي عقدة نفسية.
المقياس هذا جعلني أتعب نفسيا, وأنه لا توجد فتاة ترغب بالزواج بمثل طولي، وطول القضيب عند الانتصاب يكون 10 سم, فهل خلق عندي يأس من الزواج؟ أصبحت فاقد الثقة في نفسي، وأنه من الصعب الحصول على رفيقة العمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ fars حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فيما يتعلق بطول القضيب لديك عند الانتصاب فهو طبيعي، ويكفي تماما لجماع ناجح، ولا يسبب أي مشكلة في الجماع أو في الاستمتاع لك أو لزوجتك، وعليك بمعرفة أمور هامة، وهي: أن المهم في العلاقة الجنسية هو قوة واستمرار الانتصاب، وليس حجم أو طول القضيب، ومع ذلك الأمر لديك طبيعي، حيث أن طول المهبل لدى المرأة يكون من 9 إلى 11 سم، والإحساس لديها فقط يكون في أول 2 سم من فتحة المهبل، وبالتالي لا حاجة لطول أكثر مما لديك لعلاقة جنسية ناجحة.
++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران. استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة/ تليها إجابة د. علي أحمد التهامي. الاستشاري النفسي الإكلينيكي:
مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وننتمى من الله العزيز الرحيم أن يفرج كربتك ويزيل همك.
أولا: صفة القصر ليست من الصفات الذميمة حتى تتضايق منها بهذه الدرجة، بل هي من الصفات المحمودة في كثير من المجتمعات، وكثير من النساء يفضلن الرجل القصير.
صفة القصر تعرف في علم الوراثة بالصفة المتنحية، لأنها لا تظهر في الأبناء إلا إذا قابلتها صفة قصر أخرى.
أما إذا كان أحد الزوجين طويلا ظاهريا، ويحمل وراثيا صفة القصر فاحتمال إنجاب أبناء طوال القامة وارد إذا شاء الله.
الخوف من عدم الزواج لهذا السبب خوف لا مبرر له، لأن مثل هذه الصفات لا يمكن الحكم عليها بالتعميم، وإنما الأمر نسبي، وأمزجة ورغبات الناس تختلف من شخص لآخر، فما يراه أحدهم قبيحا يراه الآخر حسنا والعكس صحيح.
المعيار الصحيح هو التقوى، وليس الطول والقصر، لأن المولى عز وجل لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أشكالنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، كما تعلم.
نريدك أن تسلم الأمر لله، وتفتخر بهذه الصفة التي حباك الله بها، واشكره على ذلك، لأن الكثير من الناس يتمنى مثل طولك هذا، فتصور حالك إذا كنت من الأقزام.
لا تفكر في الموضوع كثيرا، وتجعله شغلك الشاغل، بل تفرغ لما هو أفيد وأصلح لك، فهذا الأمر حسم، ولا يمكن تعديله الآن، فلذلك ينبغي أن تعلم أن المقاييس والمعايير التي تستخدمها أنت والذين من حولك في تقدير شخصيتك غير صحيح، وفقا لقيمنا الإسلامية.
العبرة أخي الكريم ليس بالمظهر، ولا بطول أو متانة الجسم، وإنما بالتقوى كما تعلم، وبالأخلاق الفاضلة، فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره، وانظر إلى قصة الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، كان رجلا نحيفا قصيرا، وكانت قدمه تتعرى إذا صعد النخل لجلب التمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرة ضحك الصحابة لدقة ساقيه, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لساق
عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل أحد).
إن الله يرفع بكتابه أقواما ويضع به آخرين، فها هو ابن مسعود رضي الله عنه الذي كان راعيا للغنم لبعض علوج مكة، والذي لم تكن له قيمة ولا شأن، لكن ما إن شرح الله صدره للإسلام وإذ به يتبوأ مكانا عاليا بين الناس، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسمع منه القرآن، وما زال يزداد علما ويزداد رفعة حتى صار وزيرا لبيت المال في الكوفة وأستاذا ومعلما لأهلها، يتفاخر الناس بالتتلمذ على يديه رضي الله عنه وأرضاه.
أخي الكريم فلنأخذ العبرة والقدوة من هذا المثل الرائع، لكي تتغير مقاييسنا ونظرتنا لأنفسنا، وبالتالي ستتغير نظرة الآخرين لنا.
اعلم أن الفتاة التي تبحث في زوجها الدين والخلق بغض النظر عن الصفات الكمالية الأخرى هي التي تتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر إلى كثير من الأمثلة ترى نماذج من العلماء والمفكرين والروؤساء والحكماء لم يثنيهم عن طول قامتهم عن النجاح، والتفوق والإنجازات في هذه الحياة.
وفقك الله وسدد خطاك.