السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 18 سنة، فقدت ثقتي في الناس بدون استثناء وﻻ أبالغ، دائما أقول: إن الناس تتغير، ودائما أخاف من الزواج لأني أخاف أن أتعلق بزوجي فيتغير علي، صديقتي المقربة جدا تغيرت علي بسبب انحرافها مع عالم المسترجلات والإعجاب، وتركت في صدمة كبيرة ولم أعد أثق بأحد، ودائما أقول جميعهم سيتغيرون، أصبحت متبلدة بشكل غير طبيعي، ﻻ أهتم لشيء، فقط آكل وأنام وأضحك، ﻻ يهمني الحب، أصبحت أكره الحب والعلاقات.
صادقت فتاة من النت، وكانت جدا محترمة وخلوقة وأحببنا بعضنا في الله، ولكن صدمتني بعد أن اكتشفت أنها وأخي يتبادلان الرسائل الخاصة على تويتر، هنا زاد كرهي للبشر، ماذا أفعل؟ أريد أن أعود بمشاعر كاملة، وأن أتخلص من آثار هذه التجارب.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sandra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونرفض معك المنكرات والمخالفات التي تحصل هنا وهناك، ولكننا لا نؤيد أخذ فكرة سيئة عن الجميع، فإنك ما عرفت إلا الجانب المظلم، وهناك جوانب مشرقة، هناك صالحات، وهناك صالحين، هناك من يخاف الله تبارك وتعالى ويتقيه.
وأرجو أن تدركي أن فشل الصديقة لا يعني أنك ستفشلين، وأن فشل هذه في زواجها لا يعني أن جميع النساء سيفشلن، فما أكثر الناجحات، وما أكثر النبيهات، وما أكثر من يبعثن الأمل في أبنائهن وفي من حولهن بحسن علاقتهن بالله تبارك وتعالى.
والضابط في هذه المسألة بل العاصم فيها أن يكون الإنسان مع الله، وعندها لن يبالي، و(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) وما حصل من الخروج والمروق من الصديقة وغيرها ينبغي أن يزيدك ثقة، ليس لأن الناس سيئين، ولكن لأن كل إنسان لا يؤسس علاقته على تقوى من الله ورضوان ستنقلب إلى عداوة مصداقا لقوله تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
فأي صداقة أو أخوة أو علاقة تقوم من أجل المجاملات، ومن أجل المظاهر ومن أجل الأموال، ومن أجل الدنيا بأصنافها وأشكالها ستنقلب إلى عداوة، ستصبح قصيرة كقصر هذه الدنيا، حقيرة كحقارة هذه الدنيا، دنيئة كدناءة هذه الدنيا، ولذلك الصداقة الناجحة والبيت الناجح هو الذي يقوم على تقوى من الله ورضوان، فإذا فشلت الأخرى فصممي أنت على النجاح، وتوجهي إلى الله الفتاح، واستعيني بواهب الفلاح، واعلمي أن الإنسان يعطى بقدر إخلاصه وصدقه وإقباله على الله تبارك وتعالى.
فعليك إذا أن تنتبهي لهذا، واعلمي أن هذه التجارب السيئة – التي سميتها صدمات – تعطي نتائج أحيانا إيجابية، يبتعد الإنسان عن هذا الوسط فيبحث عن صالحات، يبحث عن بيئة إيمان، ومن هنا تبدأ المسيرة الفعلية للنجاح.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.