السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعاني من اكتئاب، ووساس قهري، وتأخر مستواي الدراسي, ولم أستطع المذاكرة مطلقا منذ سنوات كثيرة, ورسبت في الكلية, وما زلت في نفس الفرقة منذ خمس سنوات؛ نتيجة لذلك الاكتئاب والكوابيس أيضا، عندما أكون نائما أقوم بإصدار صوت مثل صوت الكلاب والنباح والعواء, وبشكل عال, وصراخ, وتكبير, وأذان، وأستيقظ مفزوعا!
وصف لي الطبيب فافرين 100 مجم, وأريببركس 10 مجم, و(Fluvoxamin) فلوفوكسامين 100 مجم, و(
Aripiprazole) أريببرازول 10 مجم, تم وصفهم لي منذ ثلاث سنوات تقريبا, وارتحت عليهم لفترة, لكن مع ارتفاع سعر العلاج توقفت عنه, وأشعر أنني بحاجة إليه, خاصة أن الأعراض موجودة, وأعاني منها كثيرا, والآن توفر سعر العلاج معي، والحمد لله.
أريد معرفة الخطة العلاجية كاملة، والمدة, والجرعة المناسبة لكل فترة زمنية, بحد أقصى 200 مجم الفافرين، 10 مجم كحد أقصى أيضا للأريببركس, كيف أبدأ بأقل جرعة حتى أصل إلى الحد الأقصى الموضح هنا؟ وكيف الثبات عليها؟ وكيف أقلل الجرعة مرة أخرى؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله الشفاء والعافية والتوفيق والسداد
أيها الفاضل الكريم: إن كان سعر الفافرين بالنسبة لك مرتفعا فهنالك الفلواك والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) دواء ممتاز، له نفس الخصائص التي لدى الفافرين، بل ربما يكون أفضل، والجرعة هي أن تبدأ بكبسولة واحدة (عشرين مليجراما) يوميا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها أربعين مليجراما يوميا، وهذه هي الجرعة التي يجب أن تستمر عليها.
أما بالنسبة للإرببرازول: إذا صعب عليك الحصول عليه نسبة لسعره فهنالك البديل، هنالك الرزبريادون، ويمكن أن تشتري الرزبريادون التجاري، فعال جدا، والجرعة هي اثنان مليجراما ليلا.
الحلول موجودة، أنا أريدك أن تحصل على الدواء الذي تستطيع أن تؤمن وجوده من خلال توفير المال اللازم؛ لأن فترة علاجك أراها طويلة، فهذه بدائل ممتازة، أرخص كثيرا، وفعالة، وإن أردت أن تناقشها مع طبيبك فهذا أمر جيد.
أما إذا أردت أن تستمر على الفافرين حيث إنه قد توفر لك المال الآن، والفافرين هو الفلوفكسمين، لا مانع أبدا من أن تبدأ بخمسين مليجراما، تناولها ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلها مائة مليجراما ليلا لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائتي مليجراما، وهذه الجرعة يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا، أو تتناولها مائة مليجراما صباحا ومائة مليجراما ليلا، وتستمر على هذه الجرعة حتى تحس أنك في أفضل حالاتك، وحين يتم اختفاء الأعراض تستمر على الدواء لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في الجرعة الوقائية، وهي مائة مليجراما ليلا، يمكن أن تنتقل لها مباشرة، وهذه من وجهة نظري يجب أن تستمر عليها لمدة طويلة، لا تقل من ثلاث إلى أربع سنوات.
أما الإرببرازول فجرعته ثابتة، وهي عشرة مليجرام، لا تخفضها ولا تزيدها.
هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، وبالنسبة للعلاجات الأخرى، فهي مهمة جدا أيها الفاضل الكريم، قد تسأل هل هناك علاجات أخرى؟ نعم، النوم المبكر من أفضل العلاجات؛ لأنك سوف تستيقظ مبكرا، سوف تصلي الفجر، عقلك ودماغك يكون في حالة سكون وترميم تام، وهنا تستطيع أن تذاكر دروسك لمدة ساعتين قبل أن تذهب إلى الكلية، وهذا يكفي تماما، كلنا مررنا بمثل هذه الظروف التي مررت بها، وتخير الأوقات للمذاكرة هو من أبواب النجاح، ومن أبواب النجاح حسن إدارة الوقت.
عليك أيضا بممارسة الرياضة، هذه مهمة جدا، بعد أن تدرس ساعتين في الصباح وتذهب للكلية ثم تعود خذ قسطا من الراحة، ثم مارس شيئا من الرياضة، ثم بعد ذلك اقرأ مرة أخرى لمدة ساعة أو ساعتين، أد صلواتك، تواصل اجتماعيا، شاهد برامج طيبة، رفه عن نفسك بما هو متاح ومباح، كن بارا بوالديك.
هذه هي الحياة، ليس هناك ما يعطلك أيها الفاضل الكريم أبدا، نعم أنا أقدر ظروفك وأعرف أعباء هذا المرض عليك، لكن أنا متأكد أنك سوف تهزمه وسوف تنتصر عليه، وما ذكرته لك من وسائل أرجو أن تطبقها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا أيها الابن الفاضل.