السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص مرضي على أنه مرض الفصام منذ سنين، وأثناء اطلاعي على معلومات عن المرض؛ لاحظت أنهم لا يعتقدون بما تصوره الأفلام عن مريض الفصام, من أن عنده شخصيتين مختلفتين، لكني أثناء فترة اشتداد المرض فعلت أشياء, وتقولت أشياء لا أذكرها البتة، أخبرني بها المحيطون بي, وأعتقد أني عشت بشخصية مختلفة مدة لا تقل عن الشهر، هل التشخيص صحيح؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مصطلح الانفصام –كما كان يسمى سابقا– يعني أن شخصية الإنسان يمكن أن تكون مزدوجة، وأنها تختلف من وقت لآخر، أو هناك انفصال ما بين الإنسان وفكره وواقعه.
هذه التسمية اتضح أنها خاطئة، لذا المصطلح الصحيح هو كلمة (الفصام) وليس (الانفصام).
التجربة التي مررت بها –أيها الفاضل الكريم– هي ناتجة مما نسميه بـ (افتقاد البصيرة والاستبصار) حين يكون المرض في مرحلة الشدة، وهذه ظاهرة معروفة، كثيرا من الناس تأتيهم أفكار وتهيؤات وأنواع من الظنان تسمى بـ (الأفكار الاضطهادية) معظمهم لا يذكرونها، بعد أن يمن الله تعالى عليهم بالشفاء، وهذا لا يعني أن شخصياتهم متعددة، أو أنها أكثر من شخصية، لا، هذا يتعلق بمحتوى الأفكار وليس أكثر من ذلك.
الظاهرة معروفة، الظاهرة صحيحة، ليس لديك شخصيتان، مريض الفصام لا يحمل شخصيتين، إنما شخصية واحدة، لكن في وقت المرض قد تأتيه أفكار –كما ذكرنا– وهذه الأفكار ربما لا يستذكرها أبدا، بل ربما يقوم أيضا بأفعال لا يتذكرها أبدا.
أيها الفاضل الكريم: أود أن نستغل هذه الفرصة –فرصة مخاطبتك هنا في إسلام ويب– وأنا أنصحك بمواصلة علاجك، وأود أن أبشرك أن هذه الأمراض أصبحت الآن تعالج بصورة ممتازة جدا لمن يلتزم بتناول الدواء في وقته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.