السؤال
السلام عليكم
المثل القائل: اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها، هل هذا المثل يدل على أن البنت وأمها تتطابقان بالشكل والصفات والأخلاق؟ وتكونان متطابقتين، أي تكون البنت نسخة طبق الأصل من أمها شكلا و أخلاقا؟ هل المثل: اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها، مثل علمي يطبق في الحياة العامة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nalaseenns حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.
لا شك أن البنت تأخذ بعض الصفات من والدتها، فهي أقرب الناس إليها، وهي النموذج والقدوة التي تقف أمامها، ولكن ليس معنى ذلك أنها لا تأخذ صفات من والدها ومن عماتها ومن خالاتها وممن حولها، بل إن العرق دساس، ربما تأخذ بعض الصفات من الجدة أو الجد السابع والجد العاشر، فقد تظهر بعض الصفات التي يفاجأ بها الناس، وبعد البحث والتحري يجدون أن هذه الصفة كانت في أحد الأجداد وربما أحد الأعمام أو أحد الأخوال، فهذه الصفات تمضي وتتناقل مع الإنسان.
والمهم هو أن يكتسب الإنسان الصفات الجميلة، ومن الضروري أن يكون الآباء والأمهات في مكان القدوة، وإذا كان فيهم نقص وخلل فإن الأبناء أيضا ينبغي أن يتأسوا بالصحابة والصحابيات، فالإنسان يخرج ببعض الصفات، وهذه الصفات التي خرج بها قابلة للتعديل والتحويل، وإذا كانت الصفات جيدة فهي أعمق في النفس، ولها آثار كبيرة، ويستطيع الإنسان مهما كانت البيئة ومهما كانت المؤثرات أن يكتسب صفات جديدة، يبدأ فيها بالمحاكاة، ثم بالتكرار، ثم بالتدرب عليها، فتصبح عادة، ثم تصبح سجية في الإنسان.
والإسلام دعوة إلى أن نحسن من صفاتنا، وأن نحسن من أخلاقنا، لذلك جاءت الدعوة إلى الفضائل وإلى المكارم وإلى الصفات الجميلة، وإذا تدين الإنسان وتمسك بآداب الشرع فإن الشريعة دعوة إلى الأخلاق الفاضلة وإلى الصفات الجميلة، فعليك أن تأخذي إذا كل جميل وكل صفة جميلة من الوالد والوالدة، ثم بعد ذلك تأخذي الصفات الجميلة من الصحابة والصحابيات، بل ينبغي أن نتأسى برسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-.
نشكر لك (حقيقة) التواصل والاهتمام والسؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، ونكرر ترحيبنا بك – ابنتنا الفاضلة – في الموقع، والمثل يصدق بدرجات معينة، لكن هو في العموم مثل صادق، فهي تتأثر، ولذلك أيضا الناس عندما يخطبون البنت أو يزوجون الولد، فإنهم ينظرون في بيئته، وينظرون في من حوله، باعتبار أن الإنسان يتأثر بالبيئة وبمن حوله، ويكتسب الصفات، وطبعا إذا كان الوالد والوالدة هما من يلاصقان الإنسان ويكونان معه – وهو يحبهم أيضا – فلذلك الأخذ منهما يكون أكبر، وبصماتهما تكون أوضح في أبنائهما وبناتهما.
نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية، ونسأل الله أن يهدينا جميعا لأحسن الأخلاق والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا هو.
والله الموفق.