كم المدة اللازمة لعلاج أمراض الاكتئاب والوساوس والرهاب؟

0 880

السؤال

بارك الله بكم.

كم المدة الزمنية اللازمة لعلاج أمراض الاكتئاب والوساوس والرهاب بمضادات الاكتئاب؟ وهل هناك احتمالية ولو بنسبة معينة لعودة هذه الأمراض بعد الشفاء منها؟

سؤال آخر: هل من الممكن علاج هذه الأمراض بأدوية تعمل على ناقل عصبي معين مثلا السيروتونين، في حين يكون سبب الاضطراب هو وجود خلل متعلق بناقل عصبي آخر تماما، وليكن الدوبامين أو النورادرينالين؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hamada حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب له عدة أنواع يقال إنها 34 نوعا، والوسواس كذلك له أنواع، وكذلك الرهاب، والناس أيضا تختلف في مزاياها وسجاياها وسماتها وصفاتها وشخصياتها، وأيضا الظروف الاجتماعية للإنسان تلعب دورا أساسيا في هذه الحالات.

فيا أيها الفاضل الكريم: نسبة لأن الأسباب متعددة، والاختلافات بين الناس معروفة وموجودة؛ فهنالك تباين كبير جدا في مدة العلاج من هذه الحالات.

لكن نستطيع أن نقول: إن أقل مدة للعلاج حتى يكون مفيدا هي ستة أشهر، وهنالك من المرضى من يحتاج إلى سنوات وسنوات، وأنا دائما أحب أن أفصل لكل مريض ما يناسبه من علاج ودواء ومدة علاج، وهذا هو منهج معظم الأطباء.

بالنسبة لسؤالك: هل هنالك احتمالية ولو بنسبة معينة لعودة هذه الأمراض بعد الشفاء؟ الإجابة: نعم، الاكتئاب مرض انتكاسي وكذلك الوسواس والرهاب أيضا، ولكن بنسبة أقل، ونستطيع أن نقول إن نسبة الانتكاسات لا تقل عن 30 % في أي حال من الأحوال، لكن الذين يلتزمون بعلاجهم ويحاولون دائما تطوير مهاراتهم، وتغير نمط الحياة إيجابيا، قطعا فرصهم للشفاء والتعافي أكبر.

أخي الكريم: الشفاء والتعافي في الطب النفسي أيضا لا يقاس بأن الأعراض قد اختفت تماما، وإنما المهم هي درجة قبول الإنسان للحياة وتفاعله معها بصورة إيجابية، وتواؤمه وتكيفه مع ظروفه ونفسيته الاجتماعية، هذا أيضا نعتبره من مرحلة أعراض الشفاء، نسأل الله العافية للجميع.

سؤالك حول الناقل العصبي: هل إذا لم يكن الناقل العصبي الذي أدى إلى الخلل والاكتئاب مثلا يفيد فيه دواء لا يعمل من خلال هذا الناقل؟ الإجابة: نعم؛ لأن نظرية اضطراب الموصلات العصبية الثلاث وهي (السيرتونين، والنروادرينالين، والدوبامين) تقول: إنها متداخلة، وأن كثيرا من الأدوية إذا كانت تعمل على السيرتوني مثلا فإفرازاتها الثانوية تعمل على الموصلات الأخرى وهي الأدرينالين والنروادرينالين، وتوجد أيضا مادة تعرف بالمادة باء الآن حولها كثير من البحوث فيما يخص سبب الاكتئاب النفسي.

فإذا أيها الفاضل الكريم: نستطيع أن نقول: إن الموصلات العصبية متداخلة، والأدوية تعمل عليها أيضا بصورة متداخلة.

وقطعا نظرية اضطراب المواصلات العصبية هذه لا تنطبق على جميع المرضى، وهذه أصبحت الآن تحت المراجعة العلمية الدقيقة، وهنالك الآن من يتكلم عن نظرية افتراضية أخرى لكن نستطيع أن نقول: إن النظرية البيولوجية؛ أي نظرية الموصلات العصبية وهي سيرتون الغدة والأدرينالين؛ هي نظرية قوية ومحترمة، وعلى الأقل نستطيع أن نقول: إنها موجودة لدى كثير من مرضى الاكتئاب والرهاب والوسواس.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات