أعاني من نوبات الهلع منذ أكثر من سنتين، هل أحتاج للدواء للشفاء؟

0 164

السؤال

السلام عليكم

أنا أثق فيكم، وكثيرا ما أستشيركم، شكرا جزيلا على ما فعلتموه من أجلي، -والحمد لله- حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

أعاني من قلق نفسي شديد لا أعلم لماذا أصابني؟ لأنني إنسانة باردة ولا أهتم، فجأة أصبحت قلقة، المهم أن هذا القلق مزعج جدا فهو يتطور أحيانا ليصبح اكتئابا، وإحباطا نفسيا شديدا، وأحيانا كوابيس مخيفة جدا، وشللا نوميا ونوبات هلع وفزع شديدة، والخفقان لا يفارقني منذ سنتين، وكثيرا ما يكون على شكل آلام بالجسم، فأنا لم أعد أحتمله وأمي لا تريديني أن أذكر الطبيب النفسي، فهي باعتقادها أن الذي يصيبني هو ضعف إيمان، ولم أستطع إقناعها أبدا، وأبي لم يصدقني إلى أن انهرت أمامه مرتين، المرة الأولى أخذني ليرفه عني وأخذني لمطعم، والمرة الثانية اشترى لي ذهبا، وكلا المرتين وعدني أن يأخذني للطبيب النفسي ولم يف بوعده، أظنه يحسبني مراهقة للآن مع أني بلغت العشرين منذ 6 شهور.

المهم أني أقاتل وأكافح وأتحمل دائما، ولا أجعل شيئا يحبطني، ولا أفقد الأمل أبدا، فأنا أعتقد أني قوية جدا، لأن الله لن يحملني مالا طاقة لي به، وأظن أنه دليل على أني أستطيع تحمل أكثر من ذلك بمليون مرة، فأنا أظن أني امرأة مكافحة، لدي من مشاكل وهموم الحياة ما لا تتناسب وعمري، ولا تستطيع فتاة في سني تحملها وأتجاهلها دائما، وأيضا دائما إيجابية وأبتسم وأضحك كثيرا، فأنا لا أخاف شيئا أبدا، لماذا يصيبني كل هذا القلق والفزع؟ لا أعلم.

تعلمت تمارين الاسترخاء وطريقة علاج شلل النوم، وكل شيء يصيبني تعلمت كيف أحاربه، فأنا عندما تصيبني نوبة هلع أكون مدركة تماما أني لن أموت، وهي مجرد نوبة لا أكثر ولا أقل، لكنني كل فترة أتعب وأريدها أن تختفي تماما، فأنا دائما أحاربها وأقاتلها ولا تختفي إلا أياما معدودة وتعود، ودائما أحس بصعوبة بالتركيز، وأنسى كثيرا جدا لدرجة أني أحيانا أحس أن لدي زهايمر، وأصبت فترة بالاضطراب الوجداني فلم أعد أحتمل القلق، فهو يجرني لأمراض نفسية وجسدية كثيرة، حتى أني جربت تناول أدوية مثل سبرام وسيركوال، ودواء لتنظيم ضربات القلب، ولم تنفع جميعها بل زادت حالتي سوءا، وأصبحت أخاف منها، لا أدري ماذا أفعل؟ ويئست من الطبيب النفسي، فأصبح حلي الوحيد أن أقاتل وأحارب بنفسي، لا أدري هل سأشفى تماما -إن شاء الله- أو لا بد من تناول الأدوية؟

أنا مؤمنة أني سأشفى بنفسي ومن غير أدوية، ودائما همتي عالية وأعيش أجمل حياة –والحمد لله-ـ لكن غالبا أسيطر على نفسي ونادرا ما تشتد علي النوبات، عندها أحس باليأس، لكن سرعان ما أتمسك بالأمل وأهدئ نفسي، وأيضا اتبعت نصائحكم وأصبحت أركز على دراستي أكثر، لأنني أدرس الرعاية التنفسية وهو تخصص صحي لا بد من بذل الجهد فيه، لكن وجدت أن تركيزي على الدراسة يزيد حالتي سوءا، فأصبحت درجاتي ترتفع جدا ثم أصبح صاحبة أعلى درجة، ثم أتهاون قليلا بالدراسة بسبب نفسيتي وتعود لتقبل وتصبح ليست جيدة أبدا، لكن لم أتحطم ما زلت أقاتل وأتحمل كثيرا، وأمارس قليلا من تمارين التنفس والاسترخاء إذا أتتني نوبة هلع، وكذلك مع شلل النوم أو الجاثوم، فأصبح شيئا عاديا ولا أخاف أساسا إذا سمعت أو رأيت شيئا أعرف أنه هلوسة.

لا أدري لماذا تعود لي هذه الأشياء وتتكرر رغم أني لا أهتم لها ولا أخاف كثيرا؟ اعذروني على الإطالة، لكن أريد أن أعرف هل أنا قوية؟ وهل أستمر هكذا أقاوم وأتحمل بالرغم من أني كنت هكذا دائما منذ سنتين وأكثر؟ أو لا بد من العلاج فلقد تعبت من إقناع أهلي، وأكره التحدث بموضوع الطبيب معهم، فهم يحسسونني أني ضعيفة إيمان ومراهقة، وأن كلامي وأحاسيسي جميعها وهم، مع أني لست بضعيفة إيمان وموقنة أيضا أن المرض النفسي لا علاقه له بالدين، أو الأمراض الروحية، صحيح أني مقصرة لكني لا أترك صلاتي أبدا ولا أذكاري، وأصلي آخر الليل، وأدعو وأستغفر ربي كثيرا جدا، وأيضا أنا كبيرة وأعرف ما بي جيدا.

أفيدوني جزاكم الله خيرا، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malekah حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نتفق معك أنك تعانين من قلق نفسي مزعجا لصاحبه، وأن التوتر وتشتت التفكير يعطي دائما شعورا بعدم الاسترخاء والتحفز والخوف حول المستقبل، وهذا كله قطعا يتبعه نوع من الاكتئاب النفسي البسيط.

أتفق معك أنك -إن شاء الله تعالى- بالعزيمة والإصرار سوف تتخطين هذه المرحلة، وتنظيم الوقت سوف يساعدك كثيرا، لأن تنظيم الوقت يوجه القلق ويجعله طاقة إيجابية يستفيد منها الإنسان، أما إذا كان هنالك تخبط في إدارة الوقت فهنا يصبح القلق مشوشا، لأنه بالطبع أصبح طاقة سلبية.

وعليك بالنوم المبكر فيه فائدة كبيرة جدا، وتمارين الاسترخاء (2136015) لا شك أنها جيدة. ووضع برامج يومية للإنجاز العملي والمعرفي مهمة، هذا يتطلب منك القراءة المنتظمة، المشاركة في الأعمال المنزلية، وأن يكون لك هدف، هدف أو أهداف على المدى القصير، وأهداف على المدى البعيد، وتضعي الآلية التي تجعلك تصلين إلى هذه الأهداف -إن شاء الله تعالى-.

أنت لست مصابة بالاضطراب الوجداني، هذا مجرد قلق نفسي، التخصص الذي تدرسينه تخصص محترم، وخدمة الناس من خلال المهن الطبية أمر سامي ومشبع للإنسان ويجعله يحس بالرضا.

أنت محتاجة لعلاج دوائي، وليس من الضروري أن يكون مقابلة الطبيب النفسي، أعتقد أن طبيبة الأسرة في الرعاية الصحية الأولية يمكن أن تعطيك أحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والتوترات، وأعتقد أن أسرتك سوف تقتنع بذلك، وحين تشرحي للطبيبة حالتك بالضبط وبكل تفصيل سوف تعطيك العلاج اللازم، وغالبا تكون مدته محدودة، فأخبري ذويك أنك تريدين الذهاب لمقابلة طبيبة الأسرة، ومعظم أطباء الأسرة الآن تم تدريبهم على الحالات النفسية البسيطة مثل حالتك.

واجتهدي في أمور دينك، وكوني أكثر تفاؤلا، وأنا أؤكد لك أن هذه المرحلة -إن شاء الله تعالى- هي مرحلة عابرة، وسوف تختفي، وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات