السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في 16 من عمري, أعاني من مشكلة منذ صغري, وقد حاولت حلها عدة مرات، فمنذ ثلاث سنوات تقريبا وأنا أحاول حلها ولم أستطع, لذلك أرجو منكم مساعدتي حقا.
فأنا أعاني من الخجل الزائد عن حده, لدرجة أني لا أستطيع إبداء رأيي, أو السؤال, أو الاستفسار عن أي شيء, وأرتبك كثيرا, ويحمر وجهي, وأخاف كثيرا, ودائما عندي شعور أن الجميع يراقبونني دائما؛ لذلك أحاسب نفسي دائما على كل شيء, وهذا الشيء يحدث معي في المدرسة, أو خارج البيت أحيانا.
ففي البيت أنا ضحوكة وجريئة مع الأقارب والأهل, مع أن أهلي يعيرونني بهذا الشيء, وأعتقد أن انتقادهم الزائد هو السبب.
يزداد توتري وارتباكي عند حضور أشخاص معينين, وأهتم بهم وبآرائهم كثيرا, وأظن أني معجبة بهم, ودائما أدعو الله أن يشفيني, مع أني حاولت واستشرت أخصائية, واتصلت بخط مساندة الطفل, وإلى الآن لم يحدث تقدم.
يصيبني شعور كالشلل, فلا أقدر على شيء, وزميلاتي يقلن عني أني هادئة جدا, وأتضايق من ذلك؛ لأني لست كذلك, ففي البيت أنا غير, وأريد أن أكون دائما كذلك جريئة وطموحة, ولا أهتم بأحد, وقلبي معلق بالله وحده.
أرجو منكم المساعدة حقا؛ لأني لا أستطيع التحمل أكثر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ badreia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تفاعلاتك وطاقاتك النفسية معظمها إيجابية، لكنك حساسة بعض الشيء، فهذه الحساسية النفسية هي التي جعلتك قلقة ومتوجسة، ويأتيك شيء من الرهبة في المواقف الاجتماعية، والذي يظهر لي أيضا أنك تراقبين نفسك مراقبة لصيقة جدا، أي مراقبتك لمشاعرك وتفاعلاتك الاجتماعية والوجدانية مرتفعة جدا.
من المفترض أن تأخذي الأمور ببساطة أكثر، وأن تكوني أكثر ثقة في نفسك، ولا تقبلي أي فكرة تتسلط عليك، وتدارسي نفسك وذاتك، واعرفي مصادر قوتك، ويظهر أنها كثيرة، فأنت توصفين بأنك هادئة من قبل الآخرين، وهذه ميزة ممتازة جدا.
إذا: تفهم الذات بصورة صحيحة سوف يساعدك، وبعد ذلك اسعي لتطوير ذاتك، وصرف الانتباه من خلال حسن إدارة الوقت، والتركيز على الدراسة أرى أنه مرحلة مهمة جدا، والنوم المبكر ذو فائدة كبيرة، وشاركي في الأنشطة الأسرية والمنزلية، وأن تكون لك مساهمات إيجابية في شؤون الأسرة، ومارسي تمارين الاسترخاء: (2136015)، والتعبير عن الذات، وهذا يأتي من خلال أن تتفاعلي مع من حولك بصورة إيجابية، وألا تكتمي.
لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي، واتباعك لما ذكرته لك من إرشاد -إن شاء الله تعالى– يكون كافيا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.