السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا بنت عمري 19 سنة، قبل 12 سنة تقريبا -يعني كان عمري 7 سنوات- جاءتني حالة الشرود الذهني، وأصبحت فجأة لا أقدر أن أتحرك ولا أتكلم ولا أعمل أي شيء لمدة تقريبا خمس ثوان، وبعد الفحص قال الطبيب بأني أعاني من كهرباء زائدة، وأعطاني أدوية وقال إنها تخفف الشرود الذهني لكن لا تعالجه -وللأسف لا أذكر أسماءها- وأن هذا المرض لا علاج له، وبدأت بالعلاج لكن لا أذكر أنه أحدث فرقا، ثم أوقفته لأني زاد وزني.
المهم انقطعت عن المستشفيات طول 12 سنة الماضية بسبب كلام الدكتور أنه لا علاج لما بي، وخلال هذه الفترة كنت دائما أعاني من صداع، فمثلا قبل الدورة أحس بصداع فظيع، وأحس أن مخي كأنه يتنمل، مع الإزعاج أو البكاء أو الضحك كثيرا، لو شممت روائح مهما كانت تصيبني بالصداع، والإنارة القوية تمنعني من النوم مهما كان الوقت الذي تعرضت لها خلال اليوم، المهم أن أشياء كثيرة وبسيطة تسبب الصداع.
وقبل ثلاثة أشهر حالتي زادت وصار الشرود الذهني دائما، وأحس بالحول للحظات فأفقد السيطرة على عيني، فعرضت على الطبيب مشكلتي، وبعد التخطيط ذكر أن الكهرباء في رأسي هي سبب الصداع، وأعطاني دواء الصرع واستخدمته لأسبوع، لكنه سبب لي حساسية في جلدي، إلا أني أحسست بتحسن ملحوظ جدا، واستخدمت دواء ثان حسب قوله ليس له مضاعفات، لكنه لم ينفع معي، وأخذت دواء ديباكون ولم ينفع، استخدمته شهرا وأخبرت الطبيب بالنتيجة، واستغرب أني لم أستفد، وطلب أن أستمر عليه مع مضاعفة الكمية.
لم أقتنع بكلام الدكتور، وتركت الدواء لأن مضاعفاته مخيفة جدا، وهو بلا فائدة، ثم صار الصداع يوميا، وأصبحت لا أستطيع النوم، وزادت حالة الحول، والصداع متنقل في رأسي، لكن أكثر منطقة توجعني ودائما أصدع فيها هي خلف الأذن اليمنى، حتى عندما أضغط عليها بيدي أحس بألم، مع العلم أن نظري ناقص نصف درجة، والنظارة ألبسها عندما أحتاجها.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ loola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك واضحة جدا، وأقول لك إنك قمت بالإجراء الصحيح لهذا الصداع بعد أن ازداد عليك، فذهبت إلى الطبيب، والذي قام بفحصك، وقام بإجراء تخطيط المخ، وقال لك إنه توجد زيادة في كهرباء الدماغ، وأعطاك العلاج الذي بكل أسف سبب لك الحساسية، وهذا ربما يكون التوباماكس والتجراتول -كلاهما أدوية ممتازة جدا تعالج زيادة كهرباء الدماغ خاصة إذا كانت مصحوبة بالصداع –، ثم إن الطبيب رأى الآن أن تأخذي عقار دباكين – أو دباكون – وهو دواء ممتاز جدا لتنظيم كهرباء الدماغ.
أود أن ألفت نظرك لأمر مهم جدا، وهو أن كهرباء الدماغ يجب أن تنتظم، وذلك بتناول العلاج، وإذا اختفى الصداع مع الدواء فهذا أمر جيد، وإن لم يختف قطعا سوف يقوم الطبيب بإعطائك دواء آخر لهذا الصداع، والصداع الذي تعانين منه الذي يظهر لي أنه صداع نصفي من نوع الشقيقة، لأنه يزداد عندك مع الإضاءة الساطعة – كما ذكرت – هذه الخاصية مهمة جدا لهذا الصداع. إذا: اذهبي إلى الطبيب.
توقفك عن الدواء – أيتها الابنة الفاضلة– ليس قرارا صحيحا، فنحن نريد لكهرباء الدماغ عندك أن تكون منتظمة، وأن تكون سليمة، وأن تكون الأمور صحيحة، والصداع سوف يعالج من خلال إعطاء دواء آخر، وأريدك أيضا أن تكوني حريصة جدا على النوم المبكر، فالنوم المبكر يفيدك، وتجنب الانفعالات النفسية مهم جدا، وتجنب الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي أيضا مهم، وهنالك بعض الأطعمة ربما تزيد هذا الصداع، مثل أكل الأجبان يؤثر على بعض الناس، فحاولي أن تعرفي الأطعمة التي تزيد عندك هذا الصداع، وذلك حتى تتجنبيها.
النوم في وضعية صحيحة أيضا مهم، بعض الناس ينامون على وسائد أو مخدات مرتفعة، وهذا يؤدي إلى انشداد شديد في عضلات الرقبة وفروة الرأس وأسفل الرأس، مما يؤدي إلى الصداع، فكوني حريصة على أن تنامي في وضعية صحيحة، وأن تنامي على شقك الأيمن، وأن تحرصي دائما على أذكار النوم.
وهناك تمارين معروفة تعرف بتمارين الاسترخاء، مهمة وضرورية، وهي تعالج الصداع وتعالج القلق والتوتر، فأرجو أن ترجعي لها برقم (2136015)، وتقومي بمراجعتها والاطلاع عليها وتطبيقها بدقة.
هذا هو الذي أريد أن أذكره لك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.