السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه, ونفع الله بعلمكم.
حصلت لي مشاكل كثيرة, وضغوطات في آخر 5 سنوات, وأصبحت أحب الانعزال عن الناس, وأحس بالاكتئاب والقلق والتوتر, لا أحس بفرح وقت الفرح, وصرت أنام كثيرا جدا.
إذا حصل وفرحت وضحكت؛ فإني ينقلب حالي للحزن في ساعة من فرحي, أصبحت حساسا جدا, وأشك في نوايا الناس من حولي, فقلت ثقتي بهم, وتركت الجامعة منذ سنة, والآن أريد العودة لحياتي السابقة.
أتمنى تشخيص حالتي ونصحي بالعلاج مع التفصيل في طريقة العلاج, ومراعاة أن يكون متوفرا في السعودية.
أنا شاب أعزب, عمري 25 عاما, ولا أشكو من أي أمراض, مثل السكر والضغط, ولله الحمد.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Asdf Uio حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الانعزال عن الناس لا يحل المشكلة أبدا، على العكس تماما، يعقد المشاكل، إذا كانت مشاكل نفسية أو اجتماعية أو غير ذلك، والاكتئاب النفسي بالفعل قد يؤدي إلى الانعزال، وأفضل علاج في هذه الحالات هو أن يصر الإنسان على ألا ينعزل، وأن يتفاعل مع الناس، وأن يحضر المناسبات، مهما كانت الدافعية ضعيفة، لكن من خلال الإصرار ومن خلال إدراك أن هذا نوع من العلاج الضروري يمكن تخطي صعوبة افتقاد الدافعية.
أنت صغير في السن وعلى أعتاب سن الشباب، ومن المفترض أن تكون لك آمال في الحياة، وأن تكون لك خطط، وأن تكون لك تطلعات، يجب أن يكون هذا هو منهجك في الحياة، وهذا منهج أصيل ليجعلك تشعر بأنك أفضل مما أنت عليه الآن.
إذا هذه خطوة أخرى يجب أن تتخذها.
التواصل الاجتماعي يجب أن يشمل الزيارات، ويجب أن يشمل ممارسة الرياضة، وقطعا أنت حريص على أمور دينك، هذا كله علاج، ويجب أن تراعيه.
الرفقة الطيبة والصالحة تؤازر الإنسان مؤازرة إيجابية، وهذه أيضا مطلوبة لفض الاكتئاب.
هناك عرض ذكرته وهو مهم من وجهة نظري، وهو أنك أصبحت حساسا، وأنك أصبحت تشك في نوايا الناس، هذا قد يكون ناتجا من الانعزال ومن الاكتئاب، لكن أيضا ربما يكون مؤثرا لحالة مرضية أخرى، لذا أنصحك بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي حتى يقرر لك العلاج الدوائي المناسب، هنالك أدوية ممتازة لعلاج الاكتئاب لوحده، وهنالك أدوية أخرى ممتازة أيضا لعلاج الاكتئاب المصحوب بأعراض الشك والظنان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.