السؤال
السلام عليكم
اسمي عادل، مسلم سني، وأفتخر بذلك، ولدي أكثر من سؤال بخصوص دين الإسلام:
معروف في الكتاب والسنة أن الكافر يعذب يوم القيامة ويدخل النار، فما ذنب الشخص إذا ولد بين عائلة كافرة وربوه على ذلك، ولا يعرف أي شيء عن الإسلام؟
أيضا: معروف أن الله يعلم كل شيء سيحدث للإنسان قبل أن يخلق، وأيضا الحياة كلها يعلمها سبحانه وتعالى قبل الخلق، فما ذنب الشخص الذي يسرق؟ فالله كتب له من قبل أن لا يخلق أنه سوف يسرق، فما ذنبه؟ فالله هو أراد ذلك، مع أنه محرم!
شكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أيها الولد الكريم في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يبصرنا وإياك في ديننا، وأن يثبتنا عليه.
نحن نشكر لك اعتزازك وافتخارك بدين الإسلام، وحق لك أن تعتز به وتفتخر، بمعنى: أن تفرح بنعمة الله عليك، فإنه الدين الذي لا يطلب الله عز وجل من أحد سواه، والخسارة كل الخسارة لمن مات على غيره، كما قال سبحانه وتعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وهذا كتاب الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ما أثرته – أيها الحبيب – من الأسئلة جوابه سهل يسير، وذلك بأن تعلم بأن الكافر لا يعذبه الله تعالى حتى يقيم عليه الحجة، كما قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}، وكما قال الله عز وجل: {رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل}، والله سبحانه وتعالى خير من حكم، {ولا يظلم ربك أحدا}.
لو فرض أن شخصا مات وهو لم يسمع عن الإسلام ولم يعرفه، فإن هذا - كما جاءت النصوص النبوية – يمتحنه الله تعالى يوم القيامة ويختبره.
أما إذا علم الإنسان بالإسلام وأن هناك دينا نبيه أو رسوله يزعم أنه من عند الله تعالى، وقامت عليه الحجج والبراهين بصحة هذا الدين، ثم هو لم يتابعه ولم يبحث عنه، فإنه – والحالة هذه – قد قامت عليه حجة الله تعالى، وهذا النوع من الناس هم المعنيون بما ورد في الحديث الصحيح وخارج الصحيح، في قوله - صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.
بهذا نظن أن هذا الإشكال زائل - بإذن الله تعالى – فلا إشكال فيه البتة.
الله سبحانه وتعالى قد قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلقوا؟ أيها الحبيب اعلم أولا أن القدر سر من أسرار الله تعالى في خلقه، وأن البحث فيه سبب لهلاك الإنسان، ووقوعه فيما نهاه الله تعالى عنه، ولكن الجواب عن هذا الإشكال فيه نوع من التبسيط والتقريب، أن نقول: بأن الله تعالى كتب ما يعلمه، وقد علم الله تعالى أن فلانا سيفعل كذا وفلانا سيفعل كذا، لأن الله يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون، وترك للعبد الاختيار.
نحن نفرق بالضرورة بين أفعالنا الاختيارية التي نفعلها باختيار منا والأفعال غير الاختيارية، فكل من يفعل ذنبا يفعله باختياره، وكذلك من يفعل الطاعة يفعلها باختياره، فالله تعالى كتب ما يعلمه من اختيار العبد، وليس في هذا حجة للعبد على ربه.
نصيحتنا أيها الحبيب أن تشتغل بما ينفعك، وأن تتعلم دينك وما يعنيك منه؛ فإن في ذلك الخير والفلاح والسعادة.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير.