السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا متزوج منذ سنتين، وحياتي الزوجية دائما في مشاكل، لا أدري إن كنت أنا السبب في هذه المشاكل أم لا.. ولكن من بداية زواجي وزوجتي تعاملني بطريقة غير لائقة؛ فهي عندما تغضب فإنها لا تحترمني ولا تقدرني، وعندما تريد شيئا تطلبه بطريقة غير مناسبة؛ مما يضطرني لإجابتها بالرفض حتى لو سبق أن وافقت على طلب لها فإنني سرعان ما أتراجع إذا ما وجدت منها أسلوبا غير محترم في طلبها، لو استمريت شهرين أو ثلاثة أشهر لا أرفض لها طلبا، وفي يوم من الأيام قلت لها (لا) فإنها تنسى كل شيء، وتحصل مشكلة بسبب كلمة (لا).
لا تتقبل النقاش، ولا تعترف بالخطأ، دائما تطلب الطلاق ودائما تلمح له، أشعر أحيانا أنها ما زالت صغيرة ومراهقة.
عندما يكون بيننا خصام وأقوم بمصالحتها تعتقد بأني رجعت لها لتعلقي بها، وأنا عندما أعود لها فإني أعود من باب العطف، ولعلمي أن الحياة الزوجية تنازلات وأخذ وعطاء.
هي لا تقتنع بالخطأ إلا عندما تسمع الكلام من أهلها، وتعترف بخطئها أمامهم، ولكن بمجرد أن تكون عندي فإنها تكابر ولا تعترف بشيء، لا أعرف كيف أتعامل معها، فقد جربت جميع الطرق ولكن لا حياة لمن تنادي!
ذات مرة خرجت من المنزل دون علمي، ولم آذن لها بذلك (فقط من باب العناد) ولم تعترف بأن هذا خطأ، ماذا أفعل؟ صبرت كثيرا على أمل أن تفهم أن الحياة الزجية حقوق لك وعليك، ولكن هي لا تقتنع!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تعاملك الحسن مع زوجتك وصبرك عليها، وهذا دلالة على حسن أخلاقك، نسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله.
أما ما ذكرته أيها الحبيب من شأن زوجتك ونكرانها للإحسان الذي تقدمه إليها، فمما يهون ذلك على نفسك ويعزيك أن تعلم أن هذا خلق النساء وعادتهن، والنبي - صلى الله عليه وسلم – قد أخبر عن هذه الخصلة في النساء وحذرهن منها، إذ قال - عليه الصلاة والسلام – كما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب السنة: (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط).
وإخبار النبي - صلى الله عليه وسلم – هذا من مقاصده أن يفهم الرجل طبيعة المرأة، وما جبلت عليه واعتادته، فلا يأبه كثيرا لمثل هذه المواقف، ولا يحجزه ذلك أو يمنعه عن مواصلة الإحسان للزوجة والصبر عليها.
صحيح أن الزوجة بحاجة إلى أن تنصح وتذكر بهذا حتى تعترف بحقوق الزوج وتؤدي الحقوق الواجبة عليها، ولكن ينبغي أن تحذر أنت – أيها الحبيب – من أن تتخذ من هذه المواقف سببا للإقدام على الطلاق، وتفريق الأسرة، وهدم البيت بعد بنائه.
لا بأس – أيها الحبيب – أن تغتنم الأوقات التي تكون الزوجة فيها هادئة البال قابلة للنصح، أن تذكرها أو تسمعها بعض المواعظ التي تذكرها بحقوق الزوج عليها، فإن هذا ينفعها في دينها ودنياها.
وما بدأته أنت من الطريق هو سلوك صحيح، وأنت ماض في الطريق الصحيح من الصبر على هذه الزوجة، وعدم معاملتها بمثل ما تفعله، وهذا - بإذن الله تعالى – سيكفل لك ثوابا جزيلا عند الله، كما أنه سيكون سببا للحفاظ على الأسرة ودوامها.
حاول أن تؤثر على الزوجة عن طريق أهلها، والاستعانة بهم في توجيهها في الأمور التي تحتاج فيها إلى توجيه.
وما أبديته أنت في كلامك من أنها ربما لصغر سنها تكون غير مقدرة لعواقب الأمور، هذا كلام له قدر كبير من الوجاهة، ينبغي أن يكون مصبرا لك ومعينا لك على ما أنت عليه.
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير، وأن يهديك ويهدي زوجتك لأرشد سبيل.
والله الموفق.