هل القبول النفسي يعد شرطا يؤخذ به مع الدين والخلق لقبول الخاطب؟

0 406

السؤال

السلام عليكم.

وتحياتي للموقع الرائع.

أنا آنسة، سني ستة وثلاثون سنة، وأريد أن أسأل سؤالا لم أجد له جوابا.
هل يشترط القبول النفسي لمن يتقدم لي كي أقبله مع الدين والأخلاق أم أنه فقط يجب أن يكون لديه دين وأخلاق لكي أقبل به؟ أليس القبول مهما؟

لأنني مررت بتجربتين؛ حيث تقدم لي خاطبان، ولم أشعر بالقبول تجاههما، ومع ذلك قبلت بهما، ولم يتم الموضوع، وتوقف من جهتهم وليس مني بدون سبب يذكر، فهل سبب ذلك أنني من الأول لم أحسن الاختيار، وقبلت بهم بالرغم من أنه لم يكن لدي قبول من الأول؟ ولكنني قبلت لأنه تقدم بي العمر، وفرص الزواج قليلة، فأرجو منكم أن توضحوا لي على أي أساس تختار الفتاة شريك حياتها؟ وما هي المواصفات التي يجب أن تكون فيه لكي تقبل به؟ وهل يجب فقط شرطا الدين والأخلاق كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لكي نقبل به فقط؟ وإلا كان فسادا في الأرض حتى لو لم يكن هناك قبول وارتياح نفسي من جهتي لذلك الشخص المتقدم؟

علما بأنه تقدم بي العمر، وفرص الزواج أمامي قليلة، ولم يتقدم لي إلى الآن أي شخص، ولكنني أردت أن أعرف هذه النقطة، لأنه كثر الحديث عن شرط القبول في البرامج الدينية وفي الكتب، كذلك أود أن تخبروني ما هي حدود العلاقة بين الخطيبين والكلام؟ وهل يجوز الكلام العاطفي بينهما والتعبير عن مشاعرهما بطريقة عفيفة مؤدبة أم لا يجوز؟

بارك الله فيكم، وجعل الله هذا الموقع ومساعدتكم لنا وتنوير طريقنا في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور الإيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونشكر لك هذا السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن الدين والخلق هما القاعدة الأساسية التي يبنى عليها، ولكن هناك أشياء إضافية أيضا لا بد أن توضع في الاعتبار، ومن أهمها: القبول والارتياح والانشراح؛ لأن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، كذلك لا بأس من النظر في علاقته بوالديه وعلاقته بزملائه، حرصه على العمل، وقدرته على تحمل المسؤولية، وحلاوة وعذوبة وطريقة كلامه المميزة، وحضوره في المجتمع، وكونه واجهة بين الرجال، فهذه أشياء هي إضافية، ولكن القاعدة الأساسية الدين والأخلاق.

وإذا وجد الدين والخلق فكل عيب فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جبران، لأن أي خلل في الإنسان يصلحه الدين تصلحه الأخلاق الفاضلة، ولذلك من إعجاز الشريعة أنها جعلت القاعدة الأساس هي الدين والخلق، بعد أن تتم الخطبة بينهم، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام، لا مانع من أن يزورهم في البيت ويجلس في مكان مكشوف في حضور محرم من محارمها، يتكلم معها، يسأل عن امتحاناتها وعن درجاتها وعن وظيفتها، أما التوسع في الكلام فلا يصلح في فترة الخطبة، لأنه يشعل نيران الشهوة، ولا يجد كل طرف بعد ذلك السبيل في تصريف تلك الشهوة، فيضطر إلى الوقوع في المخالفات.

ولذلك إذا تم الوفاق، وحصلت الخطبة، فنحن عند ذلك لا نريد لفترة الخطبة أن تطول، فإنه لم ير للمتحابين مثل النكاح.

ونتمنى أن يكون لك حضور في المجتمع النسائي، وتبرزي ما وهبك الله من صفات جميلة وأخلاق حميدة، واعلمي أن كل امرأة تبحث عن الفاضلات من أمثالك لإخوانها ولأبنائها أو لبعض محارمها، فاحرصي دائما أن تكوني وسط المجموعات الطيبة.

ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبا وذنبك، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات