هل من علاج لسرعة نبضات القلب ورجفة اليدين؟

0 382

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولا: أحييكم وأشكركم بعد شكر الله على هذا الصرح الشامخ، والذي استفدت منه, واستفاد غيري منه أمورا كثيرة جدا, فلكم جزيل الشكر والعرفان.

أما بخصوص مشكلتي: فهي بإذن الله بسيطة.

أنا طالب في آخر (ترم) في الجامعة, عمري 23 عاما، كنت أعاني منذ سن الدراسة من عدم الاختلاط مع الناس, كان الأمر في البداية بسيطا, وازداد كلما تقدمت في العمر, حتى وصلت للجامعة, وأيقنت أني في خطر لا بد من مواجهته.

بعد القراءة والاطلاع, خاصة في موقعكم؛ اكتشفت أن لدي رهابا اجتماعيا, وأنا أصنفه بأنه بسيط بإذن الله، فبدأت بمخالطة الناس بشكل كبير, وكلما دعيت إلى مناسبة أجبت, بالرغم من أني أرى في شخصيتي شيئا من القيادة, فمع الأصحاب أو في الجامعة والعائلة؛ رأيي له اعتباره ومسموع.

لكن؛ بالرغم من ذلك ومن كثرة مخالطة الناس؛ لدي مشكلة لا زالت موجودة, وتعكر صفو حياتي مع الآخرين، ألا وهي رعشة اليدين, وسرعة نبضات القلب.

أما سرعة نبضات القلب: فبمجرد تذكر موقف معين مزعج تزداد نبضات قلبي، أو الاستعداد للذهاب لمناسبة، خاصة إذا كانوا أناسا أخشى الخطأ أمامهم، كإخواني الكبار الذين لا أراهم إلا قليلا بسبب انشغالهم, أو زملاء قديمين، وغيرهم.

وأذكر أني ذهبت لزيارة معلم قدير أصيب بكسر، فلما دخلت بيته كان المجلس مليء بأشخاص, زملاء سابقين، ومعلمين سابقين، فلما دخلت أصابتني رعشة، وشعرت أني لا أستطيع الوقوف، حتى أني لا أستطيع التحدث، أشعر أن نفسي قد انقطع، ولا أعي ما يقوله الآخرون!

أما رعشة اليدين: ففي الموقف السابق أذكر أني في المجلس قلت للذي يصب القهوة: لا أريد؛ لأني أعلم أني لا أستطيع مسك الفنجان, وسيظهر الارتباك، وكثير من المناسبات لا أشرب القهوة لهذا السبب, وفي الجامعة الأسبوع الماضي خرجت وكلي ثقة, وكانت بيدي ورقة ألقيها أمام الطلاب, فما إن بدأت أقرأ إلا وشعرت برعشة اليدين, واهتزاز الورقة.

أخيرا -وأنا أعتذر عن الإطالة- أنا لا أحب الأدوية، ولكني جربت دواء (أندرال) 10 مليجرام، فإن كانت لدي مناسبة أخذت حبة واحدة, وأشعر بفرق كبير, ويذهب عني الارتباك, وأشعر بالارتياح وحلاوة التحدث مع الآخرين, ولكن هذا دواء مؤقت.

إن كان هناك دواء يذهب أثر الارتباك وسرعة نبضات القلب نهائيا أتمنى ذكره, مع العلم أني لا أحب الأدوية إطلاقا, ولكن ماذا أفعل, وأتمنى أن تكون هذه الأدوية خفيفة, ولا تسبب أعراضا جانبية؛ لأني أرى أن حالتي بسيطة, وحتى حبة (اندرال) 10 مليجراما تكفي لتذهب هذه الأعراض, وأنتم أعلم مني, وآسف على الإطالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن قلق المخاوف يسبب الرعشة في اليدين, وتسارع نبضات القلب, لكن هذا العرض يتفاوت من إنسان إلى آخر، أرى أن الرعشة وسرعة الخفقان لديك متزايدة, ولذا أنصحك بإجراء فحوصات عضوية, وذلك للتأكد من السلامة الجسدية الكاملة, ومن أهم الفحوصات أن تتأكد من نسبة الهموجلوبين, وكذلك وظائف الغدة الدرقية, ومن خلال هذه الفحوصات البسيطة تطمئن إن شاء الله تعالى كثيرا.

بالنسبة لعلاجات القلق -أي قلق المخاوف- هي التي في نهاية الأمر تؤدي إلى اختفاء الرجفة في اليدين, وسرعة نبضات القلب، إذا أكثر من التعريض والتعرض للمواقف التي تحس فيها بعدم الارتياح, هذا يؤدي إلى نوع من التطبع التام, وهذا التطبع يؤدي إلى شعور استرخائي.

الأمر العلاجي الداعم الآخر هو: تطبيق تمارين الاسترخاء بكثرة, وإسلام ويب لديها استشارة كما تعرف تحت رقم: (2136015) أرجو الحرص والالتزام بتطبيقها, خاصة تمارين التنفس التدرجي.

ثالثا: التجاهل والتحقير، وعدم المبالغة في التحسس حول وجود هذه الرجفة، هذا أيضا نوع من صرف الانتباه تماما عن الرجفة, وهذا يساعد في علاجها.

والنقطة الأخيرة: أعتقد أن استعمال الاندرال بصورة منتظمة لمدة ثلاثة أشهر مثلا سيبني لك قاعدة علاجية ممتازة, استعمل الجرعة 10 مليجراما فقط يوميا لمدة ثلاثة أشهر, وبعد ذلك يمكنك استعماله عند اللزوم, لا يوجد دواء آخر نستطيع أن نقول: إنه أفضل من الإندرال, لكن التوجيهات التي ذكرتها لك سلفا قطعا سوف تساعدك كثيرا.

تجنب شرب الشاي والقهوة أيضا أمر مهم، والنوم المبكر أيضا يساعد كثيرا, وممارسة الرياضة بصفة عامة سوف تكون ذات فائدة جيدة بالنسبة لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات