أعاني من الخوف من مواجهة الناس والحديث معهم، أرجو منكم الحل.

0 137

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة كبيرة في حياتي وهي الخوف من مواجهة الناس؛ أي أنه يصيبني ارتباك وتلعثم باللسان ورجفة في اليدين، وأثناء الحديث مع شخص معين أحاول قدر الإمكان إنهاء الموقف والانسحاب بسبب الخوف في داخلي بدون سبب، والخجل الشديد، وأحس أن الأرض لا تحملني من شدة الخوف.

أرجو أن تجدوا لي حلا؛ لأن هذه المشكلة سببت لي الكثير من المتاعب في حياتي بسبب سوء فهم الناس لي؛ لأنني على أبواب العمل والمسؤولية، وعلى أبواب الزواج.

حاولت التغلب نفسيا عليها ولم أجرب الأدوية فهل من ضرر في استعمالها؛ لأن حالتي شديدة جدا؟ وما هي أفضل الأدوية لمثل حالتي هذه؟

شكرا جزيلا لكم، وبارك الله بكم على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الخوف الظرفي عند المواجهة الذي أتاك هو نوع من الرهاب الاجتماعي، لا أريدك أن تضخمه أو تعظمه أو تجسده؛ لأن تحقيره هو أحد الأصول الرئيسية في علاجه، إذن يجب أن تحقر فكرة الخوف.

والنقطة الثانية هي: أن تتذكر وأن تقتنع بأنك لست أقل من الآخرين.

ونقطة أخرى مهمة، وهي: أن الأعراض الفسيولوجية التي تأتيك وهي التلعثم في اللسان، والرجفة في اليدين أثناء الحديث، هذه المشاعر مشاعر خاصة بك أنت، لا أحد يطلع عليها، ومن جانبي أؤكد لك أن هذه المشاعر أيضا مبالغ فيها، يعني ما تحس به من تلعثم في اللسان لا يصل لمرحلة التأتأة، ولا يشعر به الشخص الآخر؛ لأنه بسيط وبسيط جدا، وقد يكون في بدايات الكلام، وكذلك الرجفة.

إذن الأعراض موجودة حقيقة عندك لكنها متضخمة ومتجسمة - هكذا يسمونها في علم السلوك - فأرجو أن تصحح مفاهيمك من خلال هذه المعلومات التي ذكرتها لك.

وجد أيضا أن التجنب يزيد الخوف، لكن المواجهة تقهر الخوف، فلا تتجنب، ولن يحدث لك سوء أبد، عليك بالاقتحام، كن مقتحما، إذا واجه الإنسان أسدا إما أن يهرب منه أو يقاتله، أريدك أن تقاتله، لا تهرب منه، وسوف تهزمه.

أخي الكريم: هنالك نوع من التطبع الاجتماعي الإيجابي جدا، وهو سهل جدا في حياتنا، مثلا: الحرص على صلاة الجماعة في المسجد، وجد أنها من أفضل سبل علاج الخوف الاجتماعي، هذا الأمر أقول لك بكل تواضع: بحثناه هنا وأثبتنا ذلك، وقطعا الذين يصلون في الصفوف الأمامية تجدهم أكثر إقداما في مواجهة المخاوف (وهكذا) فاجعل لنفسك حظا ونصيبا من ذلك.

الرياضة الجماعية رياضة مهمة وضرورية، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وهنا حين تتريض مع أصدقائك وزملائك يحدث نوع من الدمج الاجتماعي الإيجابي.

حضور المناسبات، مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم، قيمة اجتماعية عظيمة، تؤجر عليها، وفي ذات الوقت يزيل ما بك من خوف.

تطوير المهارات البسيطة، حين تتحدث مع الناس انظر إليهم في وجوههم، وتذكر أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، لا تستعمل اللغة الجسدية، الحديث عن طريق الأيادي كما يفعل البعض هذا ليس بالأمر المقبول اجتماعيا، ويزيد من الخوف الاجتماعي.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أبشرك وأقول لك: إنه توجد أدوية ممتازة فاعلة، وأريدك أن تستعمل العقار الذي يسمى (مودابكس) ويسمى (زولفت) ويسمى أيضا (لسترال) هذه أسماؤه التجارية، أما اسمه العلمي هو (سيرترالين) تبدأ بجرعة خمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة لمدة أربعة أشهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

يضاف إليه دواء داعم آخر يعرف باسم (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) تناوله بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات