السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أولا -يا دكتور- أنا عصبية ومزاجية جدا، أي حركة بسيطة مستفزة تقلب مزاجي طوال اليوم، ولا أستطيع أن أتحمل أحدا، وبين فترة وفترة أشعر بألم بالجهة اليمنى بالصدر عندما آخذ نفسا عميقا وكأنها طعنة، وأحيانا يتغير المكان يصبح يسارا.
وأنا حساسة جدا، أتحسس كثيرا من أقرب الناس إلي، وأمي تظنني مدللة ولكني لست كذلك، وأغلب الأوقات وجهي يكون عصبيا، ومقطبة الحاجبين، والموضوع ليس في أخلاقي؛ لأنني عندما يصبح مزاجي جيد أصبح عكس حالتي تلك 180 درجة! وكأنني فتاة أخرى ليست تلك العصبية المقطبة الحاجبين!
في الجامعة الجميع يحبني ولا أجد مشكلة في أخلاقي، لكنني حساسة وعصبية ومزاجية! وأتوتر جدا أغلب الوقت من غير سبب، وإذا لم أجد سببا أخلق لي سببا من العدم ويكون تافها!! وأصبح متوترة وقلقة طوال اليوم ولا أعرف لماذا؟
أرجو أن تصف لي دواء يساعدني على الهدوء، ويبرد أعصابي، ويحسن مزاجي؛ لأن أمي تعبت مني، وأريد أن أريحها، ولا أريدها أن تتملل مني؛ لأنها أقرب شخص إلى قلبي وصديقتي الوحيدة.
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العصبية وسرعة الإثارة والاستثارة، والانفعالات السلبية والمزاجية هي: سمات – أي أوصاف – مرتبطة بشخصية الإنسان أكثر مما هي أمراض، والقلق طاقة إيجابية ممتازة إذا وجهها الإنسان التوجيه الصحيح.
في حالتك أرجو اتباع الآتي:
أولا: من المهم جدا أن تعبري عن مشاعرك، لا تحتقني، لا تتركي الأمور تتراكم داخليا مما يسبب لك الانفلات العصبي – أي التعبير غير الصحيح والانفعالي بما يدور في خلدك، وإبداء عدم الرضا – من خلال الانفعال، وهو نوع من إسقاط الغضب على الآخرين.
فالتعبير أولا بأول هو من أحسن الطرق التي نفتح بها محابس النفس ونجعلها تنطلق.
ثانيا: ضعي نفسك في مكان شخص آخر انفعل انفعالا شديدا، وكنت أنت أحد الحاضرين لانفعاله، وكان انفعاله موجها نحوك أنت على وجه الخصوص، تصوري هذا الموقف، لا شك أنه مرفوض ومبغوض وغير مرضي بالنسبة لك، فتصوري مثل هذه المواقف، وإن شاء الله تعالى هذا يؤدي إلى ترويض نفسك بصورة إيجابية.
ثالثا: الإنسان حين ينتابه الانفعال والعصبية لا بد أن يستغفر ويكثر من الاستغفار، وأن يصرف انتباهه من خلال تغيير المكان أو تغيير وضع الجسد أو أخذ نفس عميق، وأن تتفلي على شقك الأيسر ثلاث مرات، وأن تتوضئي كما علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم -، هذا قطعا يكون له أثر ووقع إيجابي عظيم.
رابعا: التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة في داخل البيت ستكون مفيدة جدا لك.
خامسا: تمارين الاسترخاء أعتقد أنها ضرورية جدا في حالتك.
هذا الألم الانقباضي الذي تحسين به في الجهة اليسرى واليمنى من الصدر هو: ناتج من التوتر العضلي، وقطعا الاسترخاء هنا يعتبر علاجا جوهريا ومحوريا، فأرجو أن تتدربي على الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقيها، وسوف تجدي فيها الفائدة - إن شاء الله تعالى -.
وأخيرا: العلاجات الدوائية كثيرة، لكن أنت تحتاجين لدواء بسيط جدا، وهو يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول) ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول)، الجرعة هي نصف مليجرام، تناوليها مرة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين، ثم اجعليها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهر، ثم حبة مساء لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء سليم جدا وفاعل، وهذه الجرعة جرعة بسيطة، ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط ربما يفتح الشهية قليلا للأكل، وفي بعض الحالات ربما يرفع من هرمون الحليب قليلا جدا عند النساء، لكن -إن شاء الله تعالى– هذا ليس له أثر إن حصل.
توجد بالطبع أدوية أخرى بديلة، لكن أرى أن حالتك قد لا تحتاج لها، مثلا محسنات المزاج ومضادات الاكتئاب مثل: عقار يعرف تجاريا باسم (فافرين) ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، قد يكون بديلا جيدا بالنسبة للفلوناكسول، (وهكذا) فالحلول موجودة.
أرجو أن تلتزمي بما ذكرته لك، وأسأل الله أن ينفعك به، وبارك الله فيك.