السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يوفقكم والقائمين على الموقع.
أريد منكم تشخيص حالتي بدقة شديدة: أنا متزوجة، ولدي بنت وولد، ومنذ سنتين كانت حياتي سعيدة جدا وطبيعية والحمد لله.
ذهبت لرحلة بحرية، وبعدها بيوم أصابني ضيق في التنفس مفاجأة من ناحية المعدة وليس الصدر، وكل ما آكل شيئا أستفرغ، وأنا أعاني من الحساسية ولم أعرف السبب إلا بعد 3 شهور.
ذهبت لأكثر من 4 أطباء وبروفيسور، والرد كل شيء سليم، وبعد فترة شخص لي طبيب أني أعاني من ارتجاع في المريء، وجرثومة، عالجت الجرثومة، ولكن ارتجاع المريء إلى الآن.
أعاني من ضيق التنفس وباستمرار أفكر، وسيطر التفكير علي، فهل أعاني من مرض في المعدة، أو ورم، أو ما شابه ذلك؟ والفترة الأخيرة اشتد علي التفكير في كل ناحية بجسمي، وأي ألم أحس به يخطر ببالي أنه ورم أو سرطان أو مرض مخيف.
لي أسبوع عندي ألم بالرقبة، وصداع يسار مؤخرة الرأس، وذهبت للطبيب قال: أعاني من صداع توتري، ومع المسكن يذهب، ثم يأتي الألم، والآن متمركز خلف الأذن اليسرى، وأفكر أني أعاني من مرض بالرأس، وخائفة جدا.
تأتيني حرارة مفاجئة بيسار القدم اليسرى، وصرف لي الدكتور حبوب للمعدة، وبروفين، وحبوب دوجماتيل 50 مليجرام، وارتحت عليها، لكن سببت لي إدمانا وبرودا في العلاقة الزوجية.
أسأل الله لك التوفيق أن تشخص حالتي ما هي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حسب ما ذكرت في الاستشارة: أنك راجعت العديد من الأطباء، والذين أكدوا أن الأمور والحمد لله سليمة، ما عدا وجود الارتجاع في المريء، وهو يسبب غالب الأعراض التي تشتكين منها مثل: ألم المعدة أو ضيق النفس أو الشعور بالغثيان، أو الإقياء، فلا يوجد أي داعي للقلق، أو التفكير بموضوع السرطان -لا قدر الله-.
غالبا أعراضك ستتحسن بمجرد عدم التفكير أو تجاهل هذه الأعراض، وذلك ينطبق أيضا على الصداع الذي تشتكين منه، إذ يبدو حسب وصفك للصداع أنه كما أوضح لك الطبيب صداع تشنجي، وطبيعة هذا الصداع أنه يزداد بالتفكير والقلق، ويخف بالراحة والهدوء والمسكنات.
لا قدر الله فإن أورام الدماغ لها عدة أعراض أخرى ما عدا الصداع، فلا داعي للتفكير بها؛ لأن أعراضك بسيطة وتتحسن بالمسكنات، وهذا دليل على أن الأمور سليمة والحمد لله، لذلك بإمكانك تناسي وتجاهل هذه الأعراض؛ لأن الأطباء طمأنوك أن الأمور سليمة والحمد لله، ويمكنك تخفيف الأدوية وإيقافها تدريجيا.
حاولي إشغال نفسك بأي نشاط اجتماعي أو ديني أو رياضي، وستشعرين بإذن الله بتحسن واضح بالأعراض حتى زوالها كليا بإذن الله.
هذه لمحة عن مرض الارتجاع المريئي: ينتج الارتجاع المريئي عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع، مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن، مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.
إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي.
- تناول الأطعمة الحارة: كالفلفل والبهار والشطة.
- كذلك الأطعمة الحامضة: كالليمون والبندورة المطبوخة.
- الأطعمة المقلية والدهون.
- البصل والنعناع، والشوكولاتة، القهوة والشاي والكحول، والمشروبات الغازية.
التشخيص: يتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة.
العلاج:
- يعتمد على الحمية أولا.
- محاولة تخفيف الوزن.
- الابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا أو التخفيف منها قدر الإمكان.
- عدم النوم بعد الطعام مباشرة.
- عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام.
- التخفيف من حجم الوجبة الغذائية والاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين.
- وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.
المعالجة الدوائية: وأفضل الأدوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين) مثل: البارييت، والاوميبرازول، والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة، ولكن بإشراف طبي.
العلاج الجراحي: يمكن أن يتم بالمنظار ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة، وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة؛ لأنها بالتنظير وليست بالتداخل الجراحي.
والله الموفق.