السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة عربية مسلمة، والحمد لله، تعرفت على شاب مسلم، لكنه غير عربي، ولا يتكلم اللغة العربية بطلاقة، ولا أنا أتكلم لغته أيضا (اللغة التركية).
كان تعارفنا عن طريق الانترنت، وطبعا باستخدام المترجم، وإلمامه بمبادئ اللغة العربية استطعنا التواصل والتعارف بشكل جيد، وأنا أيضا بدأت بتعلم اللغة التركية.
بعد فترة بدأ تواصلنا يزداد، وتعلقنا ببعضنا، وأصبح الموضوع أكثر من تعارف وتبادل ثقافات، وهو اعترف لي بحبه، وطلب مني الزواج، وفعلا جاء الآن إلى بلدي كي يخطبني.
أنا معجبة جدا به، فهو خلوق، وحافظ للقرآن، لكن متخوفة من انتقالي إلى بلد آخر بعيدا عن أهلي ومعارفي، وعملي، وأيضا موضوع اللغة أجده عائقا، وتخوفي الآخر من ناحية أهلي، فأنا لم أقل لهم حتى الآن عن هذا الشاب، وهو ينتظر مني ردا على طلبه، فماذا أفعل؟ ساعدوني أرجوكم.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رانيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك التواصل مع موقعنا، ونتمنى إخراج هذه العلاقة إلى العلن، ووضعها في إطارها الشرعي، فإن الإسلام لا يرضى بعلاقة في الخفاء، ولا يرضى بعلاقة لا ندري هل تنتهي بالزواج أو لا؟! ولا يرضى بعلاقة يتطور فيها الأمر بهذه الصورة، وبهذه الطريقة دون أن يشترك الأهل!
نحن دائما نتمنى من كل فتاة أن تجعل إخبار أهلها هي الخطوة الأولى، ونطلب من كل شاب أن يطلع أهله منذ البداية على خطواته الأولى.
إن هذا فيه مصلحة لكل الأطراف، ولذلك نتمنى أن تتوقف هذه العلاقة حتى توضع في إطارها الصحيح، الحمد لله عرفتيه وعرفك، توقفوا إلى هنا، واجتهدي في نيل رضا الأهل، وبعد ذلك تكملي المشوار، ونعتقد أنه لا حرج ولا إشكال في أن تتزوج العربية بمسلم غير عربي، بل قد يكون هذا الزواج -إن شاء الله- ناجحا بحول الله وفضله ومنه، وينتظر منه أن يخرج أطفالا يتميزون بالذكاء والخير.
لذلك أرجو ألا تترددي في هذه المسألة، واعلمي أن الفتاة الأصل أنها ستترك أهلها، وأيضا سيكون التواصل مستمرا، لذلك ما ينبغي أن تتخوفي، طالما كان الشاب صاحب دين، وحافظا لكتاب الله تبارك وتعالى، ونتمنى أن يتفهم الأهل هذه المسألة.
أرجو ألا تتوسعوا في العلاقات العاطفية حتى توضع في إطار الشرع.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.