تعتريني الهموم بسبب الخوف وبلع الريق في الصلاة.. هل هناك خلل في المخ؟

0 328

السؤال

السلام عليكم.

دكتور: حفظك الله على ما تقوم به، هذه قصتي بالتفصيل، أنا من أسرة تنتشر فيها الإصابة بالأمراض، فأخوالي وبعض خالاتي وبعض أولادهم، كل واحد منهم مصاب بشيء.

أخوالي يتوهمون في زوجاتهم -وكذلك خالاتي- وسواس الموت والخوف وهكذا، وقد كنت منذ الصغر أخاف من الأماكن المغلقة، وتأتيني رهبة، وأنا في الطريق الطويل رغم أني أسافر، وحينما يأتيني ضيق التنفس أتعوذ من الشيطان ويزول.

مرة من المرات دخلت أحد أنفاق المشاة، فخفت وأسرعت حتى خرجت منه، وبعد شهرين حلمت بالنفق في المنام، فصرخت صرخة قوية، بعدها تركت الأكل، وأصابني خفقان في القلب وتخيلات أنه لا يوجد هواء، أصبحت أراقب مدخل وخروج التنفس، تناولت السيروكسات 6 أشهر، وشفيت بفضل الله.

طبعا أنا إمام مسجد منذ عشر سنوات، وفي رمضان كنت يوميا قلقا ومتوترا بسبب بلع الريق في الصلاة، طبعا رغم أني إمام إلا أني كنت بعيدا عن الله، -والحمد لله- أني قد تبت ورجعت إلى ربي، أسأل الله أن يقبلني، وقبل توبتي في إحدى الليالي قبل النوم لم أستطع أن أنام، فتذكرت الريق في الصلاة، وبعدها كلما أشرع في النوم، أتذكر الريق، وأبلع أكثر من مرة، فيضطرب النوم، ذهبت للدكتور أعطاني فافرين بعد طلبي أنا لهذا الدواء كون أعراضه قليلة، ولي أسبوع بدأت بحبة 50 مليجرام لمدة ثلاثة أيام، وبعدها رفعت الجرعة إلى 100مليجرام، لي إلى الآن أسبوع من بداية استخدامي للدواء، وقال لي الدكتور: عليك تناوله مدى الحياة.

لا أخفيك -يا دكتور- أني تحسنت في النوم، لكن ما زال القلق والتوتر والهم ينتابني حينما أتذكر النوم والريق، هل هذا الوسواس سيزول؟ حتى لو أني لم أفكر فيه رغم أني أحتقره، ولكني لم أستطع أن أنساه، وهل أرفع الجرعة أم لا؟ وهل هناك خلل في المخ بسبب الوراثة؟ وهل لها علاج أم ماذا؟

سامحني على الإطالة، وهل هذا أصعب وسواس؟ لأن الإنسان يبلع طوال الوقت، هل بلع الريق في الصلاة طبيعي؟ المشكلة حينما يأتيني في النوم أتضايق منه جدا، علما أني آخذ العلاج صباحا، والريق لا يأتيني نهارا، لكن الهم والضيق يأتي بالذات في النهار حينما أتذكر النوم والريق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت وتفضلت أنت تنتمي إلى أسرة ربما يكون لديها درجة مرتفعة نسبيا مما يعرف بالعصابية، وهذه ليست مرضا، أو أمراض، إنما هي ظواهر بسيطة.

العوامل الوراثية في بعض الأحيان قد تتضافر في بعض الأحيان مع العوامل البيئية، وتؤدي إلى ظهور بعض الأعراض من النوع الذي تحدثت عنه، كما أن شخصية الإنسان تلعب دورا محوريا فيما يعاني منه من حالات نفسية قلقية.

عموما حالتك بسيطة، هي بالفعل حالة قلق وتوترات نفسية، وقطعا تجربة دخول النفق هي تجربة ليست بالسهلة بالنسبة للشخص الذي لديه هشاشة، واستعداد نفسي للقلق، الأنفاق تؤدي إلى الشعور بالكتمة، الضيق، الخوف من الأماكن المغلقة، رهاب الساح، نوبات الهلع، كلها تسبب في هذه المواقف.

علتك الآن موضوع بلع الريق، وهي ذات طابع قلقي وسواسي ولا شك في ذلك، تجربتك السابقة مع الزيروكسات كانت تجربة إيجابية ورائعة، الآن الطبيب أعطاك الفافرين، أرى أنه دواء جيد وفاعل، ولا أعتقد أنك في حاجة لرفع الجرعة، بالرغم من أننا يمكن أن نرفعها إلى ثلاثمائة مليجرام، لكن من وجهة نظري: مائة مليجرام كافية؛ لأني أريدك أيضا أن تعطي العلاج السلوكي فرصة، وأهم مكونات العلاج السلوكي: تمارين الاسترخاء، ارجع لاستشارة موقعنا تحت رقم: (2136015) سوف تجد فيها الإرشادات اللازمة.

تجاهل بلع الريق أيضا مهم، وصرف الانتباه والمزيد من الثقة في النفس.

كما ذكرت لك: اترك جرعة الفافرين كما هي، لكن دعمها بعقار يعرف تجاريا باسم (فلوناكسول)، ويسمى علميا باسم (فلوبنتكسول)، وذلك لمدة ستة أسابيع، ابدأ بحبة واحدة، وقوة الحبة نصف مليجرام، تناولها في الصباح لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها حبة صباحا، وحبة مساء لمدة شهر، ثم حبة في الصباح لمدة أسبوع، ثم توقف عن الفلوناكسول، واستمر في تناول الفافرين.

أنا متفائل جدا من أن أعراضك هذه - إن شاء الله تعالى – سوف تختفي تماما، فلا تستصعب الأمور، وغير نفسك فكريا، التغيير الفكري الجذري المعرفي يؤدي إلى تغيير السلوك، ومهما كانت درجة المخاوف أو الوساوس تنهار وتنتهي -إن شاء الله تعالى-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات