أعيد مذاكرة دورسي عدة مرات بحجة أني لم أستوعبها.. كيف أتخلص من هذه الدوامة؟

0 321

السؤال

كيف أتخلص من فكرة الكمالية، وخصوصا في المذاكرة، حيث إنني عند مذاكرة موضوع ما أعتقد بأن علي أن أذاكره أفضل من ذلك، فأكرر مذاكرته مرات، ومرات، ثم أؤجله لحين مذاكرته مرة أخرى بصورة أفضل.

كما أنني في حياتي بصورة عامة، أرى ضرورة إنجاز الأعمال بنسبة مائة بالمائة، وبذلك المعدل تقدمي بطيء جدا، فكيف لي الخروج من هذه الدوامة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى دوام الصحة والعافية.

النزعة للكمالية ربما تكون نتيجة التنشئة الاجتماعية التي تعرض لها الفرد منذ الطفولة، وقد تكون لها إيجابيات في بعض الأحيان، ولها سلبيات في أحيان أخرى، فمن إيجابياتها إتقان المهمة، أو العمل، وهذا مطلوب شرعا كما ورد في الحديث الشريف: ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )، ومن سلبياتها إذا أخذت الطابع الوسواسي، فيضيع الجهد، والوقت بسببها إذا كان في الأمر تطرفا.

والذين يعانون من هذا السلوك يكونون أكثر عرضة للقلق والتوتر؛ مما يعطل أو يضعف الإنجاز أحيانا، وإليك بعض الإرشادات التي يمكن أن تفيدك -إن شاء الله- في التخلص من المشكلة:

أولا: حدد الأوقات والأوضاع التي تحدث فيها عملية التكرار ( في أيام الامتحانات – قبل الامتحانات – في بداية السنة - عندما تكون لوحدك – عندما تكون قلقا أو متوترا – عندما تكون مسرورا أو سعيدا.. وهكذا).

ثانيا: قم بتسجيل عدد المرات التي تحدث فيها هذه العملية في الساعة كم مرة؟ أو في اليوم كم مرة؟

ثالثا : عين يوما أو تاريخا محددا لبداية التوقف عن هذه العملية، وليكن هذا اليوم له وقع خاص على نفسك، وذكر نفسك دوما به مثلا في يوم كذا القادم سأبدأ التخلي عن عادة التكرار هذه، مع تقوية العزيمة والإرادة.

رابعا: اكتب الآثار السلبية المترتبة على ممارسة هذه العادة من ناحية ضياع الوقت، أو الجهد المبذول في الفاضي، وما إلى ذلك من السلبيات.

خامسا: قم بتدوين عدد المرات، أو الزمن الذي تمضيه في جدول يومي محاولة لتقليل ذلك في كل مرة أو كل يوم، مع تحمل القلق الناتج عن عدم فعل العادة، ثم قم برسم ذلك بيانيا مثلا في اليوم الأول لبداية البرنامج كانت 20 مرة، وفي اليوم التالي كانت 15 مرة، ولاحظ التقدم والإنجاز إلى أن تصل إلى المتوسط الذي يمكنك من فهم المادة بصورة جيدة دون اللجوء للتكرار الممل.

سادسا: استخدم وسيلة تذكير تذكرك بأنك في برنامج علاجي الغرض منه هو كف ومنع حدوث هذه العادة مثل منبه، أو صوت، أو اهتزاز يصدر من هاتفك.

سابعا: قم بحل امتحانات سابقة، أو اطلب من شخص آخر أن يسألك في المادة التي ذاكرتها حتى تطمئن على فهمك واستيعابك.

ثامنا: تذكر دائما أن أي تكرار لأي عمل لا يؤدي إلى إنجاز أو ثمرة مرجوة فهو مضيعة للوقت والطاقة.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات