صرت على قناعة أني مصاب بالإيدز!! فكيف الخلاص؟

0 813

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا خائف من مرض الإيدز, مع أني لم أقترب من وسائل نقل الإيدز أبدا, لكن أخاف من الحلاقين؛ لأنه ليس عندي أدوات خاصة, وأكثر من مرة انجرحت جروحا بسيطة, وهذا إهمال مني أني لم أشتر أدوات, أو لم أكن أطلب موسى الاستعمال للمرة الواحدة, لكن لا ينفع الندم, والأعراض التي عندي صار لها أكثر من ثمانية أشهر، وهي كالتالي:

1- غدد ليمفاوية منتشرة بكل الجسم وبأحجام مختلفة, من حبة اللوز فأصغر تحت الإبط, والأربطة, والرقبة, والكتف, والركبة, وعند الكوع بعضها تكون مؤلمة إذا لمستها.

ذهبت لدكتور باطني, فقال لا توجد مشكلة, وذلك بعد أن فحصني على السريع, وعمل لي تحليل: (cbc and esr) والتراساوند للكبد والطحال, وأشعة للصدر, وكله كان سليما, ولا أدري إن كانت غددا لأني أحس بها مختلفة الأحجام تحت الجلد.

2- لساني تغطيه طبقة بيضاء, ونقاط حمر, فقط في المقدمة, وحبوب حمر في آخره, أيضا بقعة واحدة بيضاء في الحلق, وأخرى تحت اللسان.

3- حبوب خفيفة لا ترى إلا من قريب على الشفتين, أتحسسها بلساني.

4- تقطع بالبول, وإمساك خفيف.

5- بقع بنية خفيفة جدا وقليلة على يدي.

6- قساوة جهة بطني اليمين.

7- التهاب في اللثة مستمر, حتى بعد تنظيف الأسنان عند الدكتور.

8- منذ فترة تأتيني نبضات بالقلب, وكأني خائف من شيء حتى عند الراحة.

عندي أيضا عرض غريب, وهو: ازدواج الرؤية, وذلك منذ ثلاثة أشهر, وهو مستمر ولم يذهب أبدا, وقد عملت أشعة رنين مغناطيسي للدماغ, وكان سليما, ولم أرجع للدكتور مرة ثانية؛ حتى أني تعودت عليه.

كل هذه الأعراض جاءتني بعد خوف وحالة نفسية سيئة؛ إثر اشتباه ورم بغدة ليمفاوية متضخمة بالرقبة, استأصلتها وكانت سليمة, والذي خوفني أكثر أني حلقت بعد العملية بأسبوعين, ولا أدري إذا كان جرح العملية التأم, لكن لم ينزل دم أثناء الحلاقة.

نفسيتي سيئة, ولا أعرف ماذا أعمل, وأهلي يظنونني موسوسا؛ لأني صارت لي أعراض مخيفة مثل:

- ارتفاع درجة الحرارة.

- إسهال.

- إعياء أو دوخة.

- صداع قوي.

- حكة.

- تعرق ليلي.

- نقصان بالوزن.

أنا مؤمن بقضاء الله, وأنه هو الشافي المعافي, ماذا أعمل -فالله قدر لنا أسبابا نعملها-؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلو أخذنا التاريخ التطوري الطبيعي للمخاوف المرضية؛ دائما نجده مرتبطا بشيء من الحقائق, أي أن هنالك أمراضا توجد في المجتمع, وتكون أمراضا شديدة وقاهرة جدا, وذات مآلات سيئة, هذه تولد حتى عند الأصحاء مخاوف كثيرة.

في هذه الأيام مثلا متلازمة الشرق الأوسط لالتهاب الجهاز التنفسي أصبحت تمثل هاجسا بالنسبة للناس, وقبلها السارس وهكذا، فإذا وبما أن الإنسان وليد بيئته؛ فالتأثر بالأمراض ينشأ من حقائق, أي أن هنالك أمراضا موجودة, أمراضا فيها الكثير من الغموض, أمراضا معاييرها التشخيصية ليست محددة أو دقيقة, وطرق العلاج منها ليست واضحة، وكثيرا ما تؤدي إلى الوفيات.

فيا أخي تفاعلك تفاعل طبيعي, خاصة أن مرض الإيدز مرض قاهر بكل المقاييس, هذه حقيقة، لكن لماذا لا يتأثر بعض الناس وتتولد لديهم الأوهام المرضية؟ الإجابة بسيطة جدا, وهو أنه ليس لديهم الاستعداد أصلا للهشاشة النفسية التي تدفعهم نحو هذه المخاوف.

والمفترض -أخي الكريم- هو أن تزيد قناعاتك، وأنك لست مريضا بهذا المرض, أعرف أن هذا الأمر ليس بهذه البساطة, أو بهذه السذاجة, فأنت الأعراض التي ذكرتها فصلت تفصيلا من قبلك, ومن قبل خيالك, أو التخوف المرضي, أو على مستوى اللاشعور فصلت كأن الذي تعاني منه فعلا هو مرض الإيدز، وهذا التفصيل لهذه الأعراض بهذه الكيفية يأتي مما نسميه بالتأثير الإيحائي للمرض.

أنا أرى أنك لست مصابا بمرض الإيدز, أعرف أن إقناعك ليس سهلا، لكن أرجو أن تتخذ الخطوات الآتية:

أولا أخي الكريم: اسأل الله تعالى أن يحفظك, وعليك بأذكار الصباح والمساء.

ثانيا: اذهب إلى طبيب واحد, واحك له أعراضك, ودعه يفحصك, ويقوم بإجراء الفحوصات المختبرية اللازمة.

ثالثا: نسبة لقابلية شخصيتك للمخاوف المرضية؛ يفضل أن تراجع الطبيب العام, أو طبيب الباطنية مرة كل ثلاثة أشهر, وذلك من أجل إجراء الفحوصات الروتينية التي تطمئنك إن شاء الله تعالى.

رابعا: الحياة الصحية مهمة جدا في حياتك, والحياة الصحية تقتضي تنظيم النوم, وممارسة الرياضة, الأكل الصحي, الاجتهاد في أمور العبادة, تطوير الذات, والمهارات, الإكثار من التواصل الاجتماعي, القراءة، الاطلاع وهكذا؛ هذه يا أخي كلها متطلبات تساعد الإنسان لأن يعيش في استقرار نفسي كبير.

النقطة الأخرى وهي مهمة: هي أن تتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي, وعقار سيبرالكس وجد أنه الأفضل, يضاف إليه جرعة من عقار دوجماتيل, وأنا متأكد أن طبيبك سوف يعطيك هذه الأدوية, أو أدوية مشابهة, وذلك بعد أن تقوم بالفحوصات الإكلينيكية والمختبرية المطلوبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور سالم عبد الرحمن الهرموزي استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أخي الكريم: معظم ما ذكرته من أعراض ليس لها علاقة بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز), وموضوع تضخم الغدد اللمفاوية لديك قد يكون له أسباب أخرى, مثل الالتهابات المتكررة, أو بعض أمراض الدم التي لها علاقة بالغدد اللمفاوية, أيضا اللسان قد يأتي في مرحلة متأخرة جدا من الإصابة بمرض الإيدز, ويكون معه كل أعراض الإيدز المتأخرة التي لا تخفى.

وهناك أسباب كثيرة, قد تؤدي إلى ابيضاض اللسان, وليس الإيدز فقط, وخاصة المدخنين.

على كل حال ليس لديك ما يدعو إلى القلق, وعليك الاهتمام بموضوع تضخم الغدد اللمفاوية, بمراجعة طبيب اختصاصي في أمراض الدم والباطنية, وإذا كان هاجس الإصابة بمرض الإيدز يقلقك كثيرا, ولكي تطمئن نفسك؛ عليك بعمل تحليل: (HIV- Antibodies) بعد مرور مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من آخر زيارة للحلاق.

وإن شاء الله تطمئن وتقطع الشك باليقين, وتعيد إلى نفسك هدوءها وطمأنينتها.

حفظك الله من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات