السؤال
السلام عليكم..
أنا فتاة في الثالثة والعشرين من عمري، أكملت الدراسة السنة الماضية، أرتدي -والحمد لله- اللباس الشرعي منذ سنة، وكنت أصوم الاثنين والخميس، وأتصدق، وأحضر كل الدروس في الجمعية القرآنية.
الآن أكملت الدراسة، وعملت في مصنع، وتركت الصحبة الصالحة، وانشغلت في الحياة العملية، فتراجع إيماني تدريجيا، فبخلت عن التصدق وعن الصوم، وتركت الجمعية، وأسهو كثيرا في الصلاة.
صرت أحلم أحلاما مزعجة، فقد حلمت أني فقدت شعري كله، حتى في الصلاة لم أعد أسيطر على نفسي في الانشغال عنها، أبكي مرارا وتكرارا، وأريد أن أعود دون جدوى، وحالي هذا منذ 6 أشهر تقريبا، ساعدوني.
جزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب -بابنتنا الفاضلة-، ونشكر لها هذا السؤال الرائع، الذي يدل على ضمير حي ونفس متيقظة، وعلى نفس لوامة تلومها على التقصير، ونؤكد لها أن الشعور بالتقصير هو البداية الصحيحة للتصحيح، فإن الإنسان إذا شعر أنه مقصر فسيبدأ مسيرة الصعود والتصحيح، والله تبارك وتعالى غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى.
ونشكر لك أيضا ذاك الالتزام الذي كنت عليه، وأنت أعرف الناس بما وجدت من حلاوة، ولكي تعود لك تلك الحلاوة لا بد أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء لتأخذ الأمور وضعها الصحيح، ويأخذ كل عضو دوره الرئيسي الذي ينبغي أن يؤدي فيه الواجب قبل أن يسأل عن حقه.
أسعدنا أنك حزينة لتوقف الصدقة والصيام والخشوع في الصلاة، ونؤكد لك أن المسألة تحتاج إلى مجاهدة، ونذكرك بأن الشيطان لا يقعد في طريق المتبرجات، إنما يقعد في طريق الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.
نسأل الله أن يديم علينا وعليكم التوفيق والسداد، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونسأل الله أن يعينك على العودة إلى الخشوع والخضوع، ونؤكد أن العاملة أو الموظفة في أثناء سيرها وأثناء جلوسها وأثناء انصرافها تستطيع أن تشغل نفسها بذكر الله وطاعته، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.